طوبى لجَنَّاتِ الخُلود
محمد نادر فرج
ميرلاند - أمريكا
وأقولُ للأحرارِ في بَلدي الكَريمِ
وفي مَلاذِ العُربِ
في بلدِ الإباءِ، وكلِّ أقطارِ الشَّآمِ
جَنوبِهِ، وشِمالِهِ، والشَّرقِ..
حتى السَّاحلِ الغربيِّ:
يا أبناءَ أبناءِ الأُباةِ الفاتحينْ
هُبُّوا فهذا مَوعدُ النَّصرِ المُبينْ
هبُّوا فقد آن الآوانُ ليَصحوَ العِملاقُ
هذا ماردُ العُرْبِ الكِرامْ
آن الأوانُ لكي يَنالَ الصَّقْرُ من ذاكَ الذي
في غَفوةٍ منهُ انبرى
ليَعيثَ في الأرضِ الفَسادْ
إني لألثِمُ كلَّ جُرحٍ
فاحَ منهُ دَمُ الإباءْ
وعلى خُطى النَّصرِ الأبيِّ
يَهيجُ فيه مُضَمَّخاً بالمسكِ
يَنشُرُهُ الهواءْ
هو ذلكَ الجُرحُ المقدَّسُ
والدَّمُ المِقدامُ ثارَ يُطَهِّرُ الأرضَ الأبيةَ
من بقايا البَغيِ
من دَنَسِ الطُّغاهْ
آن الآوانُ لكي تَهُبَّ الأُسدُ من آكامِها
ويُحلِّقَ البازيُّ في شَرَفٍ ويَشمَخَ
كلُّ صَقرٍ في سَماءِ المَجدِ
فوقَ رُبوعكِ الغرَّاءِ يا أرضَ الشآمْ
يا موطنَ الصِّيدِ الأباةِ
ومَرتعَ الأبطالِ، يا مَهدَ الدُّعاهْ
يا ساحةَ الهِمَمِ التي طالَتْ بصِدقِ شُموخِها
وسَرَتْ بفضلِ شُيوخِها
ومَضَتْ بهَديِ طَريقِها
لتَطالَ أعنانَ السَّماءْ
هذا هوَ اليومُ الأغرُّ
فَعُنفوانِ المَجدِ مَلحمةٌ
يُصاغُ نَشيدُها بدمِ الشَّهيدِ، دَمِ الفداءْ
نَصرٌ يُعيدُ كَرامةَ الإنسانِ
أو فهِيَ الشهادةُ
.. إنها الفوزُ الكبيرْ.
نصرٌ وكَيدٌ للطُّغاةِ، وفيهِ مَرضاةُ الإلهِ
وفيهِ جَناتُ الخُلودْ
طوبى لجنَّاتِ الخُلودْ.