جرح الشام
محمد إسحاق الريفي
يا أمّتي أدماكِ جرحُ الشامِ
والقدسُ جرحٌ في فؤادكِ دام
ويحٌ لقلبِك أمّتي من جُرحِه
سيلُ الدماءِ على تُرابِكِ هام
يروي ربيعاً قد أشاحَ بوجهه
حزناً عَنِ الآمالِ والأحلام
كشقائقِ النُّعمانِ أشلاءُ الضحا
يا في المدى ملءُ الربيعِ النّامي
اللونُ أحمرُ والجماجمُ قد بدتْ
في السهلِ والوديانِ كالآكام
والحيةُ الرقطاءُ تنفثُ سُمَّها
تسعى بأمرِ القَسِّ والحاخام
والكفرُّ جاسَ ديارَنا مستوطناً
وهوت قلاعُ العُرْبِ والإسلام
وغدا زِمامُك مطمعاً يا أمّتي
لرويْبضاتِ العُرْبِ والأقزام
يا من أصختَ الدّهرَ ذلّاً للعِدى
لا نلت مجد الحرِّ والمقدام
والقدسُ تنزفُ مَنْ يُضمّدُ جرحَها؟
يا قدسُ كم تلقَينَ من آلام!
للشّامِ يرثي القدسَ أقصاها فمَنْ
للقدسِ يرثي أختَها في الشّام؟
يا شامُ جرحُك إذ يمزّقُ مهجتي
يزدادُ إثخاناً معَ الأيامِ
يا ذا الربيعُ بأيّ وعدٍ جئتَنا
بالنصرِ أم بالسَّلْمِ والأوهام؟
هل يا ربيعُ جَناك يروي حُلمَنا
أم قد جَناهُ أراذلُ الأقوام؟
أين الربيعُ مِنَ القواعدِ والخَنا
ومِنَ الحُثالةِ قاطني الآجام!
ذابتْ حروفي من لهيبٍ في الجوى
أخفاه قلبي خشيةَ اللوّام