ثوري يا شام
هائل سعيد الصرمي
ثوري يا شام ولا تبقي لنظام الطاغوت مجالا
ثوري تكريما للشهدا لدماء تجري شلالا
للشعب الصامد إجلالا
لإباءٍ ضرب الأمثالا
مهما طال الجور ومهما الجرح النازف فيكم طالا
والصمت الدولي العاثر أمسى للطاغوت ظلالا
والأمة من حولك خرسا
صما تتفرج
ترقب معجزة ...خارقة
تحميك هضابا دامية وتلالا
ثوري في وجه الصلف المحموم
هنالك يا شام نساء ورجالا
وحدك من يرفع أستار العتمة يطوي ضيمه
يكسر تابوت الأصنام ويمحو غيمه
فيك أرى أبطال العزَّة سعدا عمارا وبلالا
صمدوا فوق ثراك الدمي ما هابوا أبداً أهوالا
ثوري في وجه السفَّاك الأرعن
من هتك العرضَ
وأضرم جوف الأخدود وألقى في النار الأطفالا
من قتل الشعب الصابر بالآلاف
وأحرق "دير الزور" و"درعا" و" الرستن"
ورياض الوادي الخصب و"شهبا"
و"الرقة"
من قصف الكرم بأشباح الليل
وأغرى بالناس الأرغالا
من عذب صبيانا كالأزهار الغضة
كالورد البسام ، صبايا لم تبلغ حلما
شق ستار الطهر ولاط الأشبالا
هدم الأحياء بمن فيها وطوى تاريخا ونضالا
بسلاح المشرق والمغرب أضحت أطلالا أطلالا
وبصاروخ الروس وفيتو الصين
وصمت الغرب ومال الفرس
يدمر كل حياة الناس هناك وما بلغ الآمالا
لم يسطع أن يخمد أنفاس الثورة
أو يوقفَ حلمَ امرأة بشوارعها سالا
معقود بضفائرها التاريخ تجر به الأقيالا
أعيته همة شبل حر سطر صفحات المجد وشاد جبالا
ولوى عنقَ الاستبداد وأيدي الذل وصال وجالا
لن يهنأ بالعرش و لن يحكم أبدا
من أثكَّل بالبطش نساء حتى لو أفنى الأجيالا
فزئير النصر على الأبواب
وتلك قوافل جيش حر لجب عن أمته كسر الأغلالا
قف مختالا
وافخر بصمودك
ستعود بإذن الله أراضي الشام تفيء ظلالا
وستطوي كل زبالات التاريخ
وتشنق وجه الليل وترفع عنا الأحمالا
تعس الطاغوت الموتور
فكم دنس تاريخ الطهر وفض بخسته الأبكارا
لم يترك أي وسيلة عهر.. في تاريخ
الإنسانية إلا مارسها الطاغية المدعو بشارا
أبداً لم يسطع أن يغتال الإصرارا
أحرار الثورة تزأر كالأسد الضاري
تنهش كل الأوباش المأفونة
كالطوفان الجارف
تسحق كل جيوش الظالم تيارا يتبع تيارا
إعصارا يدفع إعصارا
...
فأزيز النصر يرفرف في "دير الزور" "ودرعا"
في ربوات الريف وأطراف المدن الشماء يشب المرعى
وتجوب "دمشقَ" بيارقة ابن العاص
وقطز يقطف وردا من روضات "الحسكة"
وبنو حمدان وسيف الدولة أحيوا أمسية تتدفق نبعا
والمتنبي يبدع في أشعار النصر يهز السمعا
والظاهر بيبرس ينصب في الرقة راياتٍ النصر
وأرض الغوطة جيش يسعى
شبيحة بشار بعد هجيع الحرب تراهم صرعى
"حلبٍ" لله تصلي في يوم النصر وتتلو سبعا
ليعيد التاريخُ التاريخَ لكي تحيا الأمة جمعا
,,,,
وبساحة "حمصٍ" جندٌ مشغوفون بعشق الحرية
فعلى أسوارك سورية
بدأت راياتٌ فضية
بدأتها "درعا" .... سلمية
تبعتها كل مدائنك الغرقى في وحل العلوية
"طرطوس" و"إدلبْ"
و"دمشقٌ " وجميع مرافئ سوريةْ
حتى صارت كل مدينة سلم تهمي فيها دمعا
وتفيض دما وتغني لحن الحرية
بدماء الشهداء ومن أنات الجرحى
كل الأوطان سمت أعلاماً ذهبية
تهتف تهتف سلما حربا
بمخاض صعبٍ تولد باسم الله وتغدو أبدية
في كل بلادٍ عربية
ميلادُ ربيع الحرية