دعوةُ الخليل
دعوةُ الخليل
محمد عبد الرحمن باجرش
[email protected]يا دعوةً بدأ الخليلُ نداءهــا
بقيت على مر العصور قشيبـةً
فاضت لها عين المحـبة باللقا
خضراء يسقيها الخشوعُ دموعَه
والناس شــعثاً للإله توجهوا
مدوا بساطاً للعطاء وأبرمــوا
تهفو إلى عظم المشاعر ألفــةً
برهان وَحدتِنا على رغم العـدى
روّى منىً طيفُ الأحبة بعدمــا
وقف الأمينُ على الصخيرات التي
والمسلمون مع الشهودِ تـوارثوا
تبكي الجموعُ على الذنوب وحسبها
لبَّوا نداء الحق يحدوهم إلى
الكعبةُ الغــراءُ يعلو شأنــها
فاستنفر الأيمــانُ سابقَ دعوةٍ
والعشر مدراراً تفيض بخيرها
بيض الصحائف والوجـوه تحللت
رحماك ربي إن مننت بتوبـــة
الله أكبر تثلجُ الصـدر الــذي
وتدك عرش الكفر تسقط صرحه
كلٌ على ثغر من الديـن الذي
والنصر عند الله حين يشــاءه
إن قتّلوا بالأمس أرحـاماً لنا
فالخطب جدٌ دونه الموت الذي
فانفض أخي عنك الغبار نخوضها
ربحت بيوع إن برمت عقودها
ويكون ملأ الأفق صوتُ نداءناقدسيةً تَهَبُ القلوبَ جـلالَها
تسدي على حلل الزمان جمالَها
ترجو قبول دعائها و وصالَها
والرحمة العظمى تمـد ظلالَها
ركبان خير يعـقبون رجالـها
للمكرُمات نياطها و حبالَها
كالهيم حطت بالغــدير رحالَها
فالحرب تُبدي للخصوم سجالَها
سكبت فيوضاتُ السماء زلالَها
تروي من السير العِظام طوالَها
منها الوقوف بما أقام خلالها
ربٌ رحيم قد تفقــد حـالَها
ذات المهابة والخباء وصالها
ترفع في أعلى البناء هـلالَها
سيلاً من الوجدان طاف حيـالَها
بالفضــل ملآ قد حبتهم غلالَها
منها الذنوب وقد حططن ثقـالَها
فاتمم عليـــنا بالثبات كمالَها
للعين أبكــاها دماً و أسـالَها
وتذيقه قبل الزوال نكــالَها
يشكو السلاحَ ومن يُـعد نزالَها
تأتي رياحٌه بعدها أنفالها
أغداً تُراهــم يُرضِعوا أطفالَها؟
حسم على أهـل النفاق جدالَها
في الله أحباباً نشـــد عقالَها
ضرب الرسولُ وصحبـُه أمثالَها
للخلق نبراساً على أجيالها