أيها الشيخُ المُبَجَّل
عبد الرحمن هارون
من فَرْطِ غَفوتِكَ الطويلةْ
في تِلكمِ الجُزرِ البعيدةْ
إجتزتَ دونَ أن تدري المراحِلَ والفُصولا
فلا صيفاً غَنِمتَ ولا ربيعا!
وإذا الخريفُ يحِلُّ قبلَ أوانِهِ
وغُيومُ العُمرِ تُنذِرُ بالمواجِعِ والرُطوبةْ!
جئتَ مُتَّكِأً عصاكَ.. تمشي وئيدا!
نعمْ .. بحريرِ (الفيءِ) جئتَ مُوشَّحا
والدارُ شامِخةٌ تُباهي الأنْجُما
وبصدرِ الدارِ فارِهَةٌ ما أروعَ
والزهرُ مع النسيمِِ تعانقا وتمايلا
فإذا الشُموخُ مع الجَمالِ تناغما
هتفَ الـــمُبجَّلُ: ها قد غَنِمتُ ونلتُ المَطلبا!
لكنَّ الـــمُبجَّلَ لم يطأْ طبقاتِ (فِلَّتِهِ) المُنيفةِ مُطلقا
وما تأمَّلَ من سطحِ البنايةِ مَنظرا
والفارهةْ المزيونةْ لم تزُرْ سْوقاً ..
أو تُشرِّفْ معرضا
لا لعيبٍ في مُحرَّكِها العصْري ..
أو في فرْشِها الريشي .. وما عافت الطُرُقا
ولكن لأن شيخَنا المأزومْ ..
ومنذُ مقْدَمِهِ من المنفى
لم يسلُكْ طوعاً كانَ أو كَرْها..
سِوى زُقاقاً واحداً زلِقا
لا يؤدي من بدايتِهِ إلى نهايتِهِ ..
إلا إلى التحليلِ والمَشْفَى!!