إلا أنا
29أيلول2012
د. سامر محمد البارودي
إلا أنا
د. سامر محمد البارودي
ما بالُ هذي الثورة الشماءِ ما بالها بيضاءَ تقطر بالدّما ثارت بلاد الشمس قبل غروبها الكل يهتف والسماء مجيبة تتسابق الأقوام ترسم مجدَها زحفتْ طيور الشام مِن جناتهِ يتهافتون إلى مآذن ثورة قد سُلَّ سيف الله في حمصِ الإبا وبسهل حورانٍ ودرعا فتيةٌ وبإدلبِ الشجعانِ تنشقّ السّما والرستنُ الجبار رغم وَقارهِ أما حماةُ فَدَع نواعيرَ الرّحَى والديرُ ديرُ الزور ساحاتُ اللّظى والريف للفيحاء طَوقُ نجاتها واللاذقية أبحرتْ مِن شاطئٍ والريف للشهباء بستان الوغى إلا أنا لا زلتُ أرقبُ إخوتي يا نفسُ ثوري واسجُني في خاطري قد طال ما تخشينَ مِن رَجْع الصّدى فلتنثُري عن منكبيكِ وَضَاعةً قد عاش هذا الشامُ عِزّاً في الوَرى يستنبتُ الأبطال مِلءَ حُقولهِ حتى تولى سَقْيهُ وغِراسَهُ فاستنبَتوا فيه الوساوس والأسى حتى تساوى تِبرُهُ وترابهُ سيعود فوقَ ثراكَ يدْرُجُ ثائرٌ لن يعبأنَّ بعَيدَ أنْ أذِنَ الإل ليعودَ شامُ العزّ يسطعُ نورُهُ وتعودَ أرضُ العُربِ تزْهرُ أنجُماً وتجوبَ راياتُ الفُتوحِ مَدائناً | ما حدُ هذي العزةِ والجبهةُ الغراء بالوحْلاء تستنكر المرعى مع الظلماء حقُ العروبة هامة الجوزاء والعربُ تنقشه على الصّماء وورودُه أقبلن كالأنواء صدحتْ بإِسم الله في العلياء من قبر خالدِ صهوةِ النجباء تعلو على الآساد في استعلاء كي يشرقَ الأحرار في الأجواء بركانُ هذي الثورةِ العصماء فيها، تفتّ عصابةَ الجبناء تقتاتُ بالباغينَ والغوغاء منصورةً بالغوطة الخضراء تهْمِي به هدّارةَ الأحشاء يستنْبتُ الأشواكَ لِلسُفهاء يتدافعون على غديرِ فِداء عصَباً مِن الأشباح والرُّقباء ومن الوَساوس في ذُيولِ مساء ذلتْ بها في ساحة الكبرَاء في غابرِ الأزمان والأرجاء ويسدّ جفنَ الشمس بالنعْماء قُطاعُ آفاقٍ بفأس فناء والجوع والتشريد في الأحياء وغدتْ بهِ السّرَّاءُ كالضَّرَّاء بالمجد يسحبُ بردةَ النبلاء ...هُ بثورةِ الأنوارِ في الظَّلماء فوقَ المآذنِ واصلاً بحِرَاء مِن هامة الأقصى إلى البيضاء خفاقةً بالنور والأنداء | القعساءِ