لوعَرَفوك
لوعَرَفوك
عبد الرحمن هارون
صلَّى عليكَ اللهُ يا سيَّدَ الوَرى
وسلَّمَ تسليماً كثيراً مُعطَّرا
وعلى آلكَ الأطهارِ والصَحْبِ كُلِّهِمْ
أُولي السَبْقِ في الدارينِ والزُهدِ والتُقى
لعُمْري يا حبيبَ اللهِ كمْ كالوا لكَ الأذى
وكمْ هَمَّ قومٌ لوأْدِ الدينِ باكِرا
حتى لقد خُيِّرتَ حينما بلغوا المدى
ليطْبِقَنَّ اللهُ الأخشبينَ على العِدا
فعَفَوتَ علَّ الله يَخْلف منهِمو
من يحمل الدِينَ القويمَ إلى الذُرى
فتحقَّقَ الوعدُ المبينُ بفارسٍ والرومِ
وإنداحَ في كلِّ الجهاتِ توسُّعا
وكمْ شَهِدَ التاريخُ من بعد إفْكاً مُبَيَّتاً
وها هي الدنمارك تُسجِّلُ فِرْيَةً أُخرى
فصارت كَمَنْ كانَ في جُحْرٍ عميقٍ مُعتَّمٍ
ويسعى ليَلْقُم نجماً في العُلا حجرا!
فهيهاتَ للدانمارك .. بُعداً لمن بَغَى
فاللهُ يَكفيكَ كُلَّ مُستهزِئٍ أعْمى
ما جارت الدانماركُ لو عَرَفَتْكَ حقاً
لو عَرَفَتْكَ يا رسولَ اللهِ ما تَجرَّأَ إفْتَرى
منْ جاءَ بالرسمِ البَذيءِ تَهَكُّماً
ومنْ ذَمَّ سِيرتَكَ النقيَّةَ ساخِرا!
لو عَرَفوكَ حقاً كانوا صُهَيباً
نِعْمَ الفتى الروميُ آمَنَ و إهتدى
لمَّـــا أضاءَ الشرقَ نورٌ ساطِعٌ
و بلادُ الرومِ تسبحُ في الدُجى
كانَ الفتى يهفو إلى النورِ المُبينِ فؤادُهُ
فإنحازَ للهادي الأمينِ وبِهِ إقتدى
وإنضمَّ للرَكْبِ الكِرامِ وقد سَعوا
فتهيأتْ سُبُلُ الحضارةِ للوَرى
وتيسَّرتِ الكُشوفُ بعدَ العُلومِ تطوَّرتْ
بفَضلِ حضارةٍ سادتْ بهَديِ المُصطفًى
لو عَرَفوكَ خقيقةً كانوا النَجاشِي
آوَى إليهِ الصَحْبَ عندَ الهِجرةِ الأُولى
وآزرَ الدعوةَ التي في مَهْدِها إبتُِلِيَتْ
بعُصبةٍ قَستْ على مَن آمنوا فجرا
إذا لهَبَّتِ الدنماركُ لنجدةٍ كُبرى
في فِلسطينَ حيثُ الموتُ واقِعاً أضحى
وفى العراقِ وغوانتنامو ترى عَجَباً
هل هي الصَليبيةُ عادت مرَّةً أُخرى؟!
أينَ منْ نشروا الرُسومَ تَشفِّياً
هل ضَنَّتْ حناجِرُهم بصَرخةٍ خَجْلى؟
في وجهِ إسرائيلَ أنْ كُفُّي
عن التعذيبِ .. فُكِّي كافةَ الأَسْرى
ولكنْ هل لنا كباقي الخَلقِ من حقٍّ
وأيُّ حقوقِنا تُرى يستوجبُ السَعيَ؟
فإذا كانتِ الدنماركُ لا تأبَهْ لصرخَتِنا
ولا تملُكْ لنا رغمَ الضَنى عُذْرا
عن الإساءةِ بالرسمِ البَذِيءِ لِمَنْ
إصطَفى المَوْلى وعليهِ سُبحانهُ صلَّى
إذاً لسنا في حُكمِهِمِ أهلاً لِمعذرةٍ
مَهما جارَ الغربُ .. عاثَ الغرب وازدرى!
وبالنتيجةِ لسنا جِنسَ إنسانٍ لنا حقٌّ
لنا ربٌّ نقدِّسُهُ ونبيٌ خاتَمٌ يُفدى!
معاذَ اللهِ ما قامَ في الليلِ قائمُ
وما خرَّ أهلُ الذِكْرِ للهِ سُجَّدا
رحماكَ ربِّي .. إلهي وعدُك الحقُّ
فأْلطفْ بنا اللَّهمَ وهيئ لنا النصرا
وهَبْ لنا فيضَ الشفاعةِ من لَدُنْ
نبيِّكَ المعصومِ خير من وَطِأَ الثًرى