رسالة إلى المخلوع
رسالة إلى المخلوع
رأفت عبيد أبو سلمى
حُلمُ الصبايا في الخدور قتلتـَهُ
والشعْبُ في ظـُلـَم ِ القبور دفنتـَهُ
ولأننا نرجو القصاصْ
عِفـْنا الملامة َ والعتابْ
أوَلمْ تقدِّمْ لحْمَ شعْبكَ للذئابْ !
وفتحتَ للماخور - ويحَك - ألفَ بابْ
كم خلتَ : أنَّ الشعبُ ماتْ !
وظننتنا غرقى يحاصرُنا المللْ
وحبستَ إخوانَ الأملْ
ولأنَّ ظنك في غياهبَ من غباءْ
ولأن قلبكَ ميّتٌ فيه الشعورْ
اللهُ خيَّبَ سعْيَ خوّان ٍ كفورْ
ما غيّبَ القهْرُ الغبيُّ ملامحَ الشعب الصبورْ
يا أيها الباغي و لا شوقا إليكْ
الخيرُ مات على يديكْ
والطهرُ مات على يديكْ
والعدلُ مات على يديكْ
والسجنُ يؤلمُ مُقلتيكْ
ستموتُ لن يُبكـَى عليكْ
أمواتنا تدعو عليكْ
أطفالنا تدعو عليكْ
يا سارقا ً أحلامَنا
يا هادما ً أوطانـَنا
أبداً وإنكَ ما بنيتْ
أدخلتَ أشباحَ الجنائز كلَّ بيتْ
تبّـــــــا ً لجهلكَ والخرفْ
أتبيع في وطني الشرفْ !
تمحو العدالة َ بالصلفْ !
قالوا : اعتذرْ !
عن أيِّ شيءٍ تعتذرْ !
عن بيعنا أوَ تعتذرْ !
مصرُ التي بيديك عاشتْ تـُمتهَنْ !
كم ذا يحاصرُها الوَهَنْ !
هل تعتذرْ ؟
عن أيِّ شيء تعتذرْ ؟!
لا تعتذرْ
فاشددْ رحالك للرَّدى
واذرفْ بليلكَ أدمَعكْ
مزِّقْ بحزنِكَ أضلعَـكْ
لن نسمعكْ
يا صاحبَ الصوتِ الحبيسْ
تحمي لصوصا ً خرّبوا الوطنَ النفيسْ
بئسَ الرئيسْ
بشراكَ يا هذا الرئيسْ
أبشرْ إذا ماتَ الرَّجاءْ
وعليكَ قد حُمَّ القضاءْ
لا عفوَ يُرْجَى عندنا
لا صُلـْحَ في سفـْكِ الدماءْ