من أنا؟
صالح الشاعر
كَثُرَتْ عَلَى ظَهْري الْمَعاوِلْ
وَدَمِي تَفَرَّقَ في القَبائِلْ
مَرَّتْ رِياحُ الإِنْكِسارِ
فَأَطْفَأَتْ كُلَّ الْمَشاعِلْ
عَنَّيْتُ نَفْسِي في الْحَياةِ
وَخُضْتُها مِنْ غَيْرِ طائِلْ
وَخَسِرْتُ تِلْكَ الحَرْبَ
أَنْتِِ تَرَكْتِنِي.. فَلِمَنْ أُناضِلْ؟
*
هَلْ تَذْكُرِينَ الآنَ أَمْ
تَتَساءَلِينَ كَما أُسائِلْ
أَفَتَسْكُتِينَ عَنِ الفُرُوضِ
وَتَسْأَلِينَ عَنِ النَّوافِلْ؟
فَسَلِي حَنانَكِِ أَيْنَ كانَ
وَمُهْجَتِي فَوْقَ الْمَراجِلْ؟
*
كَمْ لِي حُرُوفٌ نَيِّراتٌ
ظِلُّها حُلْوُ الشَّمائِلْ
إنِّي بَنَيْتُ مِنَ الْحُرُوفِِ
مِنَ القَصائِدِ وَالرَّسائِلْ
قَصْرًا تَظَلُّ عُيُونُ كُلِّ
النَّاظِرِينَ لَهُ تُطاوِلْ
مَرَّتْ عَلَيْهِ قَوافِلُ العُشَّاقِ
أَيْنَ هِيَ القَوافِلْ؟
إِذْ أَنْتِ أَنْتِ .. وَإِذْ لَنا
سَفَرٌ تَحِِنُّ لَهُ السَّواحِلْ
عِنْدَ الشُّـرُوقِ غُدُوُّنا
وَمَراحُنا عِنْدَ الأَصائِلْ
الآنَ لا قَصْرٌ وَلا سَفَرٌ
وَلا ذاتُ الْجَدائِلْ
*
كُلُّ الفَضائِلِ في الْهَوَى
أَصْبَحْتُ أَحْسَبُها رَذائِلْ
أَمَّا الفُؤادُ فَقَدْ ثَوَى
في ظِلِّ هاتِيكَ الخَمائِلْ
يَحْكي كَثِيرًا عَنْ زَمانِ الحُبِّ
أيَّامِي الأوائِلْ
*
لا تَسْأَلِيني مَنْ أَكُونُ
فَلَنْ أُجِيبَ .. وَإنْ أُحاوِلْ
الرُّوحُ تَجْهَلُ سِِرَّها
والفِكْرُ يَسْرِي في مَجاهِلْ
سَلَّمْتُ أَمْري لِلْخَبِيرِ
وَكَفَّ عَنْ عَقْلِي التَّساؤُلْ
أَمَلِي أَظَلُّ كَما أَنا
إِذْ كُلُّ ما أَرْجُوهُ زائِلْ