أرضُ العراق مقامه
02حزيران2012
نوري الوائلي
أرضُ العراق مقامه
نوري الوائلي
مؤسسه الوائلي للعلوم
بكت السماءُ تألماً وتفطّرت جمعُ الكواكب لوعةً وتوجّعت أهلُ البحار تأسّياً وتوقفت عند الصراخ عقاربٌ حين استجار الى المآذن سجد الذاهبون الى الجنان تشوقاً والهاربون من القذائف عزّل سحبوا من الآمال في وهج اللضى قد عانق ألطفلَ اليتيم على الردى ومشايخٌ فيهم كأن ظهورها ونساؤهم مثل الحمائم عُلّقت وشبابهم كالعالقات ببركةٍ والمرضعاتُ بحجرها أكبادها حَفرت مكائنهم وزادوا حفرها بالقاذفات تجمّعوا وعبيدهم وتراقصوا حول الضحايا سطوةً ورموهمو قسراً لظلمة حفرةٍ يتهافتون على الأباة لودئهم ما حالهم أحياء تدفن في الثرى يتأمّلون الى السما فتردّهم يتشبّثون الى الجدار ليرتقوا والأمّهاتُ الى الصغار سلالم فتهامشت فوق الرؤس صِغارَها ما هزّهم صوتُ الرضيع مرفرفاً أحياء يدفنها اللئام تفاخراً حتى الشياطين العتاة تعجبوا وتقهقرت فرق العبيد تقودهم دفنت مكائنهم خُلاصة أمة صور الضحايا في الخلود كأنها وتساقطت سحبُ السماء فأنبتت وتكالبت حول المقابر أمّةٌ حفرت أصابعها الصخورَ فأبصرت فتلاقفتها بالعناق حرائرٌ وبركت أبحث في الثرى عن تؤمي قد هدّني ثقلُ المصاب لفقده فعرفتُ أن مقامه أرض حوت أرضُ العراق مقامه فغدى به فأخذت شوقاً حفنةً متأملاً فشممتها وضممتها وقرأتها عجباً تُساقُ الى المهالك أمةً قسماً ستبقى في القلوب وترتقي وبها العزائم في الصدور مسلة كتبت عليها بالدماء مفاخراً فهي المقابرُ كالجذور لنخلةٍ الحق يعلو من ثراها كوكبا أن الضحايا للضمائر تنتخي ما مات منهم في المقابر راضخ يعلوهموا شوق الترابُ جنائنا كالجذرطالوا في السماء براعما تهبُ النفوسَ تمائماً وعزائماً منها السراج الى التقاة جوامع القلبُ تبقى للأباة ومدّه ونسوكِ من طلبوا المنابر حصة إن يذكروكِ فلن يراعوا حرمة لن يخفت النسيان وهجكِ أنّما ان المقابر لن تسد ضياؤها | وثبوراواغتاظت الدنيا دماً وسجورا وتكوّرت نظمُ السماء حسورا وتناثرت قممُ الجبال نفورا وكانّها تروي الثوان عصورا قد حاطهم سيل الوحوش سحورا والعائدون الى الديار سرورا والثائرون على المقاصل ثوْرا للموت دفناً رضعاً وصدورا صدرُ الأرامل رحمةً ودَثورا قوسٌ يلملمها الزمانُ ضمورا بمخالب تهبُ النسور صقورا في لحمها تلهوالضباعُ سعورا تغفوعلى صدرالمنون بدورا حُفراً تكون مصارعاً وقبورا وترنّحوا كالفازعين غرورا ومضوا بها للجارفات عبورا أحياء يسعفها الجناةُ صخورا فكأنّهم كلب غدى مسعورا وقلوبهم تزهو شدى ونظورا للقعر أطنانُ التراب دحورا فيزيدهم حَفرُ الجدار قصورا ترجو بأن تغدو الصغار طيورا غربانُ سود تلهم المقهورا تحت التراب وما بكوا المعصورا وتدوسُ فوق رفاتها تنكيرا من فعلهم واستغربوا التبريرا نارُ المذلّة لعنةً وثبورا قد ذاقها جورُ الطغاة كدورا نحر يفيضُ الى السماء هديرا فوق القبور دلائلاً وزهورا تذري التراب وتنشد المغدورا بين التراب جماجماً وكسورا وروت مضاجعها العيونُ غمورا فتزاحمت حولي العظام نكيرا *** وأشابني جهلُ المقام دهورا في كلّ شبر ضرغماً وجسورا للعاليات منائراً ونذورا فوجدت فيها توأمي مبرورا سفراً يضئ الى الفلاح مرورا لم تجن ذنباً او تسنّ شرورا هذي القبورمشاعلاً وبذورا تعلو الدهور مآثراً وقدورا وتزاحمت فيها النحور سطورا تهبُ التقاة شوامخاً وتمورا وترابها زاد الشموس نشورا أن لا تكون الى الظلوم جُسورا أو كان فيهم للطغاة نصورا فغدو به للصالحات جزورا وأذانهم حالَ الترابَ ثغورا وبها ترى للآملين زبورا وبه العوالم تستنيرُ قمورا نبضٌ يكسر للطغاة ظهورا عميان قلب قد نسوا التنويرا كالوارثين إذا نعوا المقبورا تبقين جسرا للسلام عبورا حجب وان تعل الشعاع ستورا |
اخي نجاح الوائلي اللذي غيب في الثمانينات ولم نعرف له مقاما فعرفنا بان العراق هو المقام ***