سرقوك يا هوندا
سرقوك يا هوندا
د. شفيق ربابعة
قسم العلاقات العامة والإعلان
كلية الإعلام / جامعة اليرموك
سرقوك يا هوندا قبيل المغرب
أوباشُ قومٍ , يا لسوء المأربِ
سرقوك راحلتي, وقربك شرطةٌ
وَضَح النهار ,وذاك بالمستغرب
عشرين عاما قد قضينا صحبةً
كعشيقتي , أو عيش أمّي مع أبي
في كلّ يوم نلتقي بمسيرةٍ
في كلّ صوبٍ دائماً بتجاوبِ
يا واحة الأسرار , لم تفضي بها
إنّي افتقدتك , ذا أنا بالمُتْعَبِ
يا لوعة الابن الذي قاسى, لكي
يبقيك في ألَقٍ, كأرقى مركبِ
بعد الحدادة والدهان ولمعة
ومسجّل وتفقّدٍ وتَرَتُّبِ
سرقوك لا يدرون سوء صنيعهم
لا دين يردع, أو بصيص تأدبِ
بالسطْو يُمضون الحياة كما يُرى
والأمن محتارٌ , وذا بالمرعبِ
فبأي حقٍ , يُتركون على المدى ؟
وكأنهم ذو سلطة وتكسّبِ
ما عاد للسلطات أيّة هيبةٍ
سُرِقّ الكثير , فما ترون حبايبي
هذا فريقٌ, أو عميدٌ عنترٌ
بالله قولو, من يُرى بالأهيب؟
هذا الذي سرق المراكب عنوة
أم أيُّ باشا ما درى بالهارب
ملئوا البلاد بشرطة وبغيرهم
ومخابرات ثم جيش يعربي
عجزوا جميعا أنْ يعيدوا سرقة
وَضح النهار , فمن أراه معاتبي
إنْ لامني أحَدٌ , يصاب بحالةٍ
مثل التي واجَهْتُ قبل المغرب
سرقوك يا هوندا , وما حقا درواْ
شوقي إليك , بمأكلي وبِمَشْربي
لا بورك الأوغاد في زمن بدوا
لا يأبهون بهدي دين أو نبي
قد عمّموا عنها , ولكن ما دروا
عن وقع فعلٍ, واللصوص بجانبي
ما هكذا الأردن كان لبرهةٍ
حتى غدا نهبا بكلّ تكالبِ
ما أكثر التعقيب والتنفيذ في
بلدي, ولكن هل دروا بمعذّبي؟
لو كان غيري , ربما لتحرّكوا
أم أنّ ذا لصٌّ ببعض يختبي
نُهِبَ الكثير , وما تحرّك قائدٌ
ولذا اللصوص تجرئوا بتعقّبي
أسفي على زمن تبدّل طعمه
مرّاً غدا, وصفاته كالأجرب
ناموا على السرقات لا تتحرّكوا
فالليل قاسٍ والنهار معذّبي
سرقوك راحلتي , أذاك مقدّرٌ ؟
أم سؤ حظً , أم لا أمان بكوكبي ؟
ما عاد غير الله ملجأنا الذي
نأوي إليه , وذاك خير محبّبِ
يا خالق الملكوت زلزل من عتا
من سار ظلما في ديار اليَعْرُبِ