وداعاً وداعاً رفيقَ الشّبابِ
21نيسان2012
خلف دلف الحديثي
وداعاً وداعاً رفيقَ الشّبابِ
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
إلى روح أخي وصديقي الشاعر الذي رحل قبل أوانه (ثائر الحيالي):
وداعاً أخي يا رفيق لقد أتعبتني صروفُ السنين رحلتَ وعرشك بين الضلوعِ أتنأى وفي أنفاسيَ الواهيات وأكتم مابي من صدئ الجراحِ وليلي حنينٌ وللذكريات بذكرك أبقى رفيق الطريقِ بكل جوارح نفسي أراك أراك خيالاً أميرَ الحروف صديقي وكم ليلة بتّها سأنزفُ حتى تجفَّ العروق فتحكي المدامع عن حالها أودِّع فيك ربيع العطاء فكم جولة قدّتها في الظلام وتجبهُ غدرَ العدوّ الجبان ولا تعرفُ الخوفَ صلدَ الفؤاد وكنتَ من الطهر في لطفه وتأبى يجرّ خطاك الضلالُ وريثَ العلا أنت زين الشبابِ وما زال نبضك خفق الشعاع وأفخر فيك بكل الشموخِ بمثلك نرفو لصدع الضلوع ولكن ولله أحكامَه فمنهم يموتُ على مهده فما الطبّ يوماً لها نافع فلا رقية فيه تجدي وراقٍ فذاك هو المنزلُ المستطابُ فنم يا صديقي قريرَ العيون فذي نعمة منّ فيها الإله أفاضَ على خلقهِ رحمة ولطف إذا النفس قد أخلصت له رحمة لا تنلها العقولُ فنم يا صديقي بلغتَ المنالَ خلدت إلى راحةٍ في الجنان جوارُك إبنكَ في لحده نزلت على أكرم الأكرمين أأرثيك بالدمع دمعي السخين أأرثيك أم يا .... إلى أشعر أرثي فيا أنت يا ابن فؤادي الشقيِّ فإسألْ لي الرحمة المجتباةَ وأنت حليمٌ رفيعُ المقامِ وداعاً أخي بل إلى الملتقى | الشبابْنواكَ أثار بروحي العذابْ وعيشيَ بعدك لا يُستطابْ وتنبضُ طيّ فؤادي المصابْ تنامُ ويقطنُ روحي التهابْ ودمعي له من جفاكْ انسكابْ احتشادٌ بهنّ فؤادي مُذابْ مع الله وهو إليه المآبْ وحين صلاتي كلمحِ السرابْ تبرّأت من أي سوءٍ وعابْ ضجيعَ الشجا في مَطاوي الثيابْ وأرجو من الله حسنَ الثوابْ وأسمع حتى لقلبي انتحابْ على الدربِ كنت وفيّ الترابْ وجنحَ الدجى في بطون الشّعابْ بجأش وتنقض مثل العُقابْ ولستَ الذي بالوغى مَن يَهابْ نَشاكَ الإلهُ كقطر السحابْ حياءً من الله خوفَ العِقابْ أكتّم نزفي وجوفي اضطرابْ تناهي بصدري عظيمَ المُصابْ وأرجو لنفسي إليكَ انتسابْ ومثلك من يرتجي في الطلابْ لكل امرئٍ في الحياةِ كتابْ ومنهم يموتُ بظفرٍ ونابْ إذا حان وعدٌ وصاحَ الذهابْ إذا التفَّ ساقٌ ولا من إيابْ وفيه إلى الحقِّ دربُ الصوابْ بما فيه ربي عليك أنابْ جزاءً وخيراً عليك أثابْ إذا العبد يوما دنا واستتابْ ومرّت وليس هناك حجابْ وبابُ الدخول ولا أي بابْ وحُطَّ لديه مناخُ الركابْ وليس لها مُنتهى أو ذهابْ وصحبك تشدو بحلو الخطابْ من الأم أحنى بدون ارتيابْ وأبكي رحيلَ الهوى والشبابْ فقد بانَ منه عليك الخرابْ نأيتَ وما لي عليك عتابْ فإما طلبتَ رَجَاكَ مُجابْ دعاؤك يشفع يوم الحسابْ وأنتَ على النفس زاهي الثيابْ |