دُنيا
دُنيا
صالح محمد جرّار/جنين فلسطين
هذه الدّنيا شجونٌ وفنون !!
ثمّ يأتي بعدها سيف المَنون
ثمّ حشرٌ لحسابٍ
بعد بعثٍ من قبور
ههنا يعلو نواحٌ
ههنا ثار عويل
ههنا شيخٌ مُعَنّى
ههنا طفلٌ يتيم
وترى نأياُ وقرباً
وترى شوقاً يطول
أينما كنّا أنينٌ
أينما كنّا هديل
ذاك يحيا في شقاءٍ
ذاك يشقى في نعيم
وترى زوجاً تخلّى
عن بنات وبنين
ترك الطّفل رضيعاً
ترك الزّوج الحنون
وارتضى وَهْمَ سرابٍ
بدل الماء النّمير
وخداعاً قد تفشّى
وهتافاً للخؤون
ثمّ راجت سوق فُحشٍ
وتعاطينا المجون
همّنا أكلٌ وشربٌ
وبناءٌ للقصور
نعبد الدّنيا وننسى
أنّها دار الغرور
بعضنا يقتل بعضاً
في فتاتٍ سيزول
وعدوّاً يسلب الأوطان قهراً
وبعون الحاقدين
ورمَوا أهلاً ضعافاً
في ديار العالَمين
غيرَ أنّا قد رأينا
في صفوف الهائمين
مَن أبى إلاّ خضوعاً
لوحوش المعتدين
وأبى منّا أناسٌ
أن يكونوا خانعين
لعدوٍّ دنّس الأقصى وأرض المسلمين
بايعوا الله فظلّوا شامخين
وارتضَوا أخرى بدنيا الزّائلين
وعجيبٌ ما أراه من فساد الحاكمين
قد علَوا كرسيَّ حُكْمٍ
بسلاح الظّالمين
وسَعَوا في الأرض إفساداً كفرعونَ الأثيم
فتكوا بالشّعب وارتدّوا مغولاً مجرمين
ما نجا طفلٌ رضيعٌ
ما نجت أمٌّ رؤوم
ما نجا بيتٌ وأهلٌ
ما نجا المسجد بيت الله درع المتّقين
وصف ما نلقاه من كربٍ يطول
فبنُو آدمَ ضلّوا
وسعَوا نحو الجحيم
فطرة الله جفوها
تبعوا ذاك اللعين
فأرى صحوتَهم كالمستحيل
وكأنّ الغافلَ المأفونَ باقٍ لا يزول
فإنِ امتدّ زمانٌ
فقضاءُ الله آتٍ بعد حين
مَن سينجو من مَنونٍ ؟
مَن سينجو من حساب الله يوم البعث والحشر العظيم ؟!
فكتابٌ عن شمالٍ وكتابٌ عن يمين
ثمّ نيرانٌ تلظّى لكفورٍ وأثيم
أو جِنانٌ ونعيمٌ لعبادٍ متّقين
فارتقب يا أيّها الغافلُ حكمَ الله ربِّ العالَمين !!