نقيضانِ يُحرِّكانِ العَالَم
نقيضانِ يُحرِّكانِ العَالَم
عبدالله علي الأقزم
ما أنتِ مني سوى همٍّ يُمزقُني
ما بينَ نصفينِ بين الزرعِ و الفاسِ
كم منكِ ظلِّي جراحاتٌ معذبةٌ
تفتَّحتْ بين ألوانٍ و أجناسِ
متى تكونينَ في أوضاعِ عاقلةٍ
و ما لظلِّكِ معنى الخنجرِ القاسي
هل أنتِ تبقين خلف الباب عاصفةً
مشغولة دائماً في قتلِ أنفاسي
و كيف تبقينَ أحلاماً تُساعدُني
و أنتِ في طينتي فقري و إفلاسي
متى تعيشينَ في ألحانِ منشدةٍ
حرفاً يُسبِّحُ في حبري و قرطاسي
هيهاتَ أيأسُ مِنْ إيقاظِ سيِّدةٍ
لها بقلبي نهوضُ الشامخِ الرَّاسي
هلا رجعتِ فضاءاتٍ تُخلِّصُني
مِنْ طعنة الشكِّ مِنْ أمراضِ وسواسِ
هلا رجعتِ إلى صدري و عشتِ بهِ
مِن دونِ فصْلٍ لهذا الماءِ و الكاسِ
هلا رجعتِ رياحيناً تُـؤثـثـني
و تستعيدُ مِنَ الأنقاضِ إحساسي
مَنْ لمْ يكنْ في وفاءِ الحبِّ متَّـقِداً
فكلُّ ما فيهِ أرواحٌ لأرجاسِ
هل أنتِ تدرين ما معناكِ في لغتي
و كيف قد عشتِ في صمتي و أجراسي
لا تسألي الحبَّ عن مجراهُ في بدني
و كيف قد حجَّ في روحي و أنفاسي
هواكِ علْمٌ و آدابٌ فليس يُرى
مِنْ بعدهِ النبضُ ذاكَ الجاهلَ الناسي
كمْ لا أرى الحبَّ إلا أن يُحررِّني
بين الفواصلِ أو ما بين أقواسِ
رأيتُ ذكراكِ للأعماقِ تأخذني
وصلاً لشيئيْنِ بين الظلِّ و الماسِ
بين النقيضينِ تجري ألفُ عاصفةٍ
ما بين ألحانِ أحزان ٍ و أعراسِ
أنَّى اتَّجهتِ أرى الزلزالَ يتبعُني
ما دمتِ تمشينَ في نبضي و كرَّاسي
مِنْ وحي هدمِكِ تُبنَى كلُّ رائعةٍ
بأروعِ الحبِّ بين الرفقِ و الباسِ
نصفاكِ ضدَّانِ قد لازمتِ ظلَّهما
فصرتِ بينهما مِنْ أجملِ الناسِ