ذكْراكِ يا جسْر الشغور أليمةْ
17آذار2012
محمد جميل جانودي
ذكْراكِ يا جسْر الشغور أليمةْ
محمد جميل جانودي
حبيبتي جسر الشغور... مرت ثنتان وثلاثون سنة على العدوان الوحشي الذي استهدفك وأنت آمنة وادعة على ضفاف نهر العاصي... شأنك شأن أخواتك الأخريات من مدن سوريا العزيزة... وهو العدد نفسه من السنوات التي أُبْعدْتها عنك يا غاليتي... ومِنْ رحِمِ هذه السنوات العجاف ولدتْ هذه القصيدة التي أهديها لك شعبًا وأرضًا وسماءً...
ذكراكِ يا جسرَ الشغور أليْمةْ ذكْراكِ تُحْيي في النُّفوس شمائلاً عاداكِ وَغْدٌ لَمْ يَكنْ في عُرفِه فاقَتْ جرائِمُهُ جَرائِمَ غَيْرِهِ مَبْنى البريْدِ غدًا سيشهدُ فاضحًا ويُمِيْطُ عَنْ وجْهِ الخؤونِ قِناعَهُ وأحَالَهَا نارًا يُسَعِّرُ جَمرَها يا جِسْرُ، جَفني قد أقضّ منامَه يا جِسْرُ صَبرًا، إنّ خَلْفَكِ أُمّةٌ بَكْريَّةٌ، عُمَريَّةٌ، عَلَويَّةٌ عربيّةٌ، عجَمِيّةٌ، أمَمِيَةً إنّ المروءةَ تقتضي منّا الوفا لا تحزني، إنَّ الأشاوسَ أقْسمُوا وتنَفَّسي الصُّعدَاءَ هَذي ثورةٌ آذارُ أقبَلَ غيرَ آذارٍ مَضَى آذارُ أَقْبَل حاملاً حُريّةً لَو كان جُرْحُكِ غائرًا فشفاؤه أو كان قلْبُكِ مُثْقلاً بهُمُومِهِ أو كنْتِ تشكين السَّآمة فاعْلمِي وبَنُوكِ حِينَ تغَرّبُوا عن دارهمْ يا جِسْرُ، نَفسي قد أثار هِيَامَها يا جِسْرُ، قلبُكِ كان محْرابي الذي كمْ فَارسٍ أنْجَبتِه في غُربتي يا جِسْرُ، صبرًا،إنَّ خصْمَكِ فاجرٌ يأوي إلى رُكْنٍ ضعيفٍ خائرٍ لكِنَّ رُكْنَكِ يا أُخَيَّةُ صامِدٌ إنَّ الْحَنينَ إليكِ أصبَح دَيْدَني يا لَيْتَ صدْرَك مفْرشي ووسادتي | في كل نَفْس حُرَّةٍ وعظيْمةْ وتشُدُّ فيْهَا همَّةً وعزيْمةْ لِكَرامَةِ الإِنْسانِ أيّةُ قِيْمَةْ وجَريْمةٌ تَأتي بِإِثْر جَريمةْ ما كانَ منْه، جديدَهُ وقَديْمَهْ لِنراهُ قد ملأ البلادَ سُمُومَهْ حِقْدٌ بِنَفسٍ مُرّةٍ وسقيْمةْ قلقي عليْكِ، فما تذوَّقَ نومَهْ مَرْمُوقةٌ بَيْنَ الورى، وكريْمةْ أُمَويَّةٌ، في دِيْنِها معْصُومةْ هي أُمّةٌ، مِنْ ربّها مَرْحُومة ستَريْنَ مِنّا نُصْرَةً وشكيْمة أن يُبْعِدوا عَنْكِ الأسى وكُلُومَهْ عن وَجْهِ سوريا تُزيْلُ غُيُومَهْ للحَق يُنْشِدُ بيْننَا ترنِيمَة وكَرامةً ، بِربيْعِهِ مَوْسُومَةْ في نسْمَةٍ مِن قاسِيُون رخيْمةْ أحرارُ حِمْص تُزيْحُ عنهُ همومَهْ في قلْعة الشّهْباءِ حِضْنُ أُمُومَةْ رَحِمًا بِمَهْجَرِهم رأوا وعُمومةْ نَسَماتُ فجْرِكِ، رِقّةً ونُعُومةْ فيهِ اعتكَفْتُ لأسْتَمِدَّ عُلُومَهْ أهْفو إلَيْهِ وأسْتحِثُّ قُدومَهْ لكِنَّهُ سيَنالُ شرَّ هزيْمَةْ ولَهُ قوائمُ هشّةٌ مَهدومَةْ مِن ربّه أركانُهُ مدْعُومَةْ لي كُنْتِ أمّا برّةً ورحيْمَة أغْفو عَليهِ وقد لثَمتُ أَدِيْمَهْ |