حنين إلى الشام
03آذار2012
د. أحمد محمد كنعان
حنين إلى الشام
د. أحمد محمد كنعان
| آتٍ إليكِ .. شآم .. فاتْرُكي العَتَبا شآمُ .. حبُّكِ فوقَ الظَّنِّ .. فاتَّئدي فما تركتُكِ عن سلوى ولا مللٍ لكنْ .. رحلتُ لغاياتٍ أريدُ بها وكنتِ في الحِلِّ والترحالِ .. سيدتي وكنتِ .. سيدتي .. أُمي .. وكنتِ أبي وكان حبُّكِ .. حينَ البعدُ جرَّحَني وكان حبُّكِ يذروني ويزرعني * * * شآمُ .. أنتِ هوى روحي وملهمتي إذا الوشاةُ بذِكْرِ الشامِ قد هَمَسوا وكَمْ سَلَتْني بُدورٌ كنتُ أعشقُها قلبي على حُرَقِ الأشواق ملتهبٌ أخَادِعُ النومَ علِّي أن أراكِ إذا وألمحُ الشَّوقَ في عينيكِ يهمسُ لي لا .. ليس تكذبُ عيناكِ التي سَلبَتْ شآمُ .. ما عادَ لي بالأهلِ من سببٍ وواعديني على الأنسامِ من بَرَدى واْستعجلي الدَّهْرَ يلقانا على فَنَنٍ ونشربُ الماءَ شهداً من صَبا بَرَدَى * * * باللهِ يا بَرَدى .. باللهِ تُرْجِعُهُ عشرونَ مَرَّتْ وأزهار المنى ذَبُلَتْ دعني أبوحُ بما ألقاهُ من شَجَنٍ غَنَّيتُها العمرَ مُوالاً يطيبُ إذا خذني إليها فإن السُّهْدَ أرَّقني أَنْ يُسعِفَ اللهُ باللُّقيا إذا انصرمَتْ لي في رُباها طُيوفٌ كَمْ أحِنُّ لها بالأمسِ كانت .. وكُنَّا في مرابعِها نستمطرُ الفُلَّ عِطراً في أزقَّتها واليومَ بنَّا وبانَتْ عن نواظرنا وقد حَلَفْتُ لها : لا نفترقْ أبداً * * * ودَّعتُها بمساءٍ دمعُهُ عَبِقٌ كأنَّما كانَ لُقيانا صَدى حُلُمٍ * * * شآمُ صبراً فإنَّ الصبرَ مُفْتَرَجٌ فأشْرِعي الباب للُّقْيا إذا أذِنَتْ وقرِّبيني إلى عينيكِ ألثُمُها وإنْ أردتِ فلومي واعتبي | ولا تلومي .. فهذا دمعيَ انسَكبا مهما العَذولُ علينا نَمَّ أو كَذَبا ولا رحلتُ أريدُ الماسَ والذَّهبا هامَ النجومِ وتاجَ الشمسِ والشُّهُبا نجمَ الطريقِ .. إذا نجمُ الطريقِ خبا على ذراعكِ أنسى الهَمَّ والتعبا نبضاً لقلبي .. وكان الدَّمَّ والعصبا فُلاً إذا شاءَ أو نِسْرينَ إنْ رَغِبا * * * لا تحفلي بعذولٍ جاءَ أو ذهبَا جُنَّ الحنينُ وهَبَّ القلبُ واضطربا وَظَلَّ بَدْرُكِ .. يا أمَّاهُ .. ما غَرَبا مُدِّي يديكِ ولا تبقيهِ ملتهبا ! نامَ الخَلِيُّ وفاضَ الجفنُ وانتحَبا فَدَيْتُ همسَكِ .. صدقاً كان أمْ كَذِبا منِّي الفؤادَ .. وما أحلاهُ مُستَلَبا ! جُودي عليَّ وكوني ذلك السََّببا أن لا تروحَ مواعيدُ الهَوى سَرَبا في الغوطتينِ نُناجي التِّينَ والعنبا يا طِيبَهُ بَرَدَى شهداً إذا شُرِبا * * * عهدَ الشَّآمِ فإنَّ القلبَ قد تَعِبا في مقلتيَّ وزيتُ العمرِ قد نَضَبا دعني أرددُ موَّالي الذي اغتربا من رمشها هَلَّ أو في ثغرِها طَرِبا في البعدِ عنها أناجي البدرَ مُرْتَقِبا سودُ الليالي وجاءَ الفجرُ مُنسَكِبا أسْكَنْتُها العينَ والأحداقَ والهُدُبا نُرَدِّدُ الشوقَ شَدْواً والهَوى كُتُبا ومنْ مآذنِها نستمطرُ السُّحُبا وفي الحنايا جدارُ البَيْنِ قد ضُرِبا وما علمْتُ بظَهرِ الغيبِ ما كُتِبا * * * فَيا لقلبي وجَفْني كم لها سَكَبا يا ويحَ نفسيَ كيفَ الحلمُ قد هَرَبا ! * * * والقلبُ .. عندكِ .. مهما ظَلَّ مغتربا كَفُّ القَديرِ وراحَ الحزنُ واحتجبا وانْسي الملامَ بعيداً واتركي العَتَبَا فأنا مِنْ أجلِ عينِكِ أهوى اللَّومَ والعَتَبَا |
