صبراً حماة
03آذار2012
أبو عبيدة الحموي
صبراً حماة!
أبو عبيدة الحموي
يمّم فؤادكَ شطرَ هاتيكَ قد أذّن الداعي لوصلكَ فلتُقِمْ فإذا وطئتَ ترابها فارفقْ به غدر الطغاةُ بأهلها في ليلةٍ واسأل مياهُ النهر فيما عاصرتْ فلعلها تُفضي إليك بقصّةٍ واسمع أنيناً لم يزلْ متردّداً كم من صغيرٍ لم تجد صرخاتُه كم من فتاةٍ بالحياء تسترتْ كم من عجوزٍ تمتمتْ بتوسلٍ كم من شهيدٍ قد طوتهُ يدُ الرّدى واسأل نواعيراً تخضّب لونها مرت سنونٌ والجراحُ تعاقبتْ ألمٌ يجاهد نفسه كي لا يُرى إن كان حافظُ قد أبادَ مدينةً فاليوم قد نبتتْ براعمُ جُرحنا جاء الحسابُ فيا طغاةُ تأهّبوا سينالُ كلّ الظالمين جزاءهم وسيهنأ الشهداءُ فوقَ هنائهم صبراً حماةُ فإن نصراً قد دنا فالشام فخرٌ للفضائلِ كلها | الحمىمستلهماً شوقَ المحبِّ إلى فرْضَ الوصالِ ولبِّ فيها مُحرِما فثرى حماةَ روتْهُ أنهارُ الدّما أضحى الزمانُ لأجلها متألما هل شاهدتْ يوماً أشدَّ وأعظما كيف استحالتْ بعد مقتلهم دما في رجع أصواتِ الصّدى متظلّما قلباً عطوفاً عند منْ قد أجرَما لكنّما الباغي استباحَ مُحرَّما كيما تلاقي رأفةً وترحُّما لكنه بالذكر فاقَ الأنجُما بدماء من لله روحاً قدّما جيلاً فجيلاً لا يطيقُ تبسّما في وجه حمويٍّ . . وحزنٌ خيّما أو كان رفعتُ بالسرايا هدّما شجراً بها الزّقومُ مراً علقما الشعبُ ثار على الهوانِ وأقسما ما عاد شعبي للأسى مُستسلما ويكونُ مجداً للشعوب وبلسما لربوع شامٍ يرتوي منه الظما أوصى الرسولُ بأهلها وتوسّما | حَما