صيحةٌ في رَوعِ الأمة
18شباط2012
محمد نادر فرج
صيحةٌ في رَوعِ الأمة
محمد نادر فرج
ميرلاند - أمريكا
| جَدِّدي عهدَ المعالي جدّدي كنتِ بالأمسِ مناراً في الدُّجى كنتِ برقاً ساطعاً مؤتلقاً مُرعداً يَنشُرُ في طيَّاتهِ يَملأ الدُّنيا عَطاءً وسَناً حينَ كانِ الكونُ في غَيهَبِهِ سَجَدَ المَجدُ على أعتابِها * * * ردّدي فوقَ الذُّرى أنشودةً وابعثي الألحانَ في أنغامِها نَغمٌ أورثَهُ المَجدُ سَنا رَقَصَ الكونُ على رنَّاتِهِ يومَ غنَّى الدَّهرُ ألحانَ المـُنى * * * رُبَّ يومٍ شَهِدَتْ فيهِ العُلا رَسَمَ الأبطالُ فيهِ مَشهداً وقفَ التَّاريخُ في آصالِهِ وله أغضى جَناحَي ذِلَّةٍ حينَ دوَّى النَّصرُ في أرجائِها وَجَمَ الكونُ جَلالاً وانْحَنى وزَها المَجدُ على أعطافِها * * * أمَّتي يـا مَنبَعَ النُّورِ ويا قِبلَةَ الدُّنيا وفي آجامِها منذُ فَجرِ النّورِ لا زالتْ لها وأيادٍ لم تَزلْ ناصعةً حَولَكِ الكُلُّ تَداعى زُمَراً كالتِفافِ النَّاسِ في بَردِ الشِّتا مَشهدٌ راعَ الأعادي ولقدْ لم تَزلْ تُنتِجُ من نَسلِ العُلا ورِثَ المَجدَ فـأدلى دَلوَهُ هؤلاءِ الصِّيدِ من أبنائِها * * * أين نَحنُ الآنَ من مَجدِ الأولى وطِئوا نَجمَ الثُّريّا وانثنَوا أوقدوا مشكاةَ نورٍ مَلأتْ همْ ملوكٌ لم يكنْ مُلكُهمُ إنَّما تَسمو بِهمْ آثارُهمْ رَقَّصوا الخَيلَ على عَزفِ القنا قَصَّرَتْ بين الوَرى أعمَارَهمْ مَلَئوا بـالنُّورِ آفاقَ العُلا يا ثَرىً قد ضمَّ آسادَ الشَّرى تِهْ على هامِ الذُّرى مُرتفعاً * * * وَيْحَنا يا أمَّتي نَبكي على وجدودٍ خَفقَتْ راياتُهم هِمَمٌ تَمتدُّ في أفقِ العُلا وقفَ الدَّهرُ على آثارِهم ولهم أغضى حَياءً وانْحَنى * * * إننا اليومَ نعاني زَمَناً وزوى الحِكمةَ في أربابِها فَحَكى القِردُ على أعتابِهِ صَدِئتْ أسيافُنا واهتَرأتْ وازدهتْ أغمادُها زاخرةً عَكَستْ واقعَنا في كَثْرَةٍ * * * آنَ يا أمتَنا أن تَنهَضي آن أن تَنْبَثقي شامِخَةً آن أن تَبعَثَ في أعماقِنا آن أن نَصقُلَ أسيافَ المُنى آن أن نترُكَ أحلامَ الكَرى آنَ أن نركُلَ سِلماً واهِماً من سُيوفِ الهندِ، من سُمرِ القَنى * * * يا ربوعَ القدسِ يا رمزَ العُلا فيكِ مِعراجُ الهُدى من صَخرةٍ وعَلَتها قُبَّةٌ شامِخَةٌ لم تزلْ راياتُها خافقةً حولَها الأبطالُ من أسدِ الشَّرى أذهَلَ الدُّنيا صَدى أعمالِكم قدْ بَعثتُمْ حُلُماً كِدنا لِما أن نَرى تَحقيقَهُ مُعجزَةً يا فَتىً قدْ فَخرَ الفَخرُ بهِ لا تَرى في الموتِ إلاّ مَعبراً خَضَّبَ المِسكُ شَلا أشلائهِ ثَورةُ الطُّهرِ على أهلِ الخنى | وانْهضي يا أمةَ المَجدِ النَّدي وبأفلاكِ العُلا كالفَرقَدِ يَهتدي في نورِهِ مَنْ يهتدي هاطلَ الغيثِ وزَخَّ البَرَدِ وارفَ الظِّلِّ نقيَّ المَورِدِ راقداً في غَيِّهِ المُنْصَرِدِ خاضعاً يَشكُرُ نُعمى السَّيدِ * * * هيَ للمَجدِ شعارُ السؤدَدِ تُبعَثُ الآمالُ في القَلب الصَّدي بَرقهِ في أفقِهِ المُحتَشِدِ طَرَباً من عَزفِها المُنفرِدِ وانتشى الطَّيرُ شَديَّ الغَرَدِ * * * وَثبةَ الفَهدِ وزأرَ الأسدِ رائعَ الهَولِ غَفيرَ المَدَدِ خاشِعاً من هَولِ ذاكَ المشهدِ خافضَ الهامِ هَزيلَ الجَلَدِ يَتعالى فيهِ لَحنُ المُنشدِ هَيبةً من فَتحِها المُطَّرِدِ رافعَ الرأسِ طويلَ النُّجُدِ * * * مَهبِطَ الوَحيِ وأرضَ المَوعـدِ رَبَضَ المَجدُ ربوضَ الأسَدِ مِنَّةٌ بَيضاءُ من كفٍّ نَدي رَغِمَتْ منها أنوفُ الحُسَّدِ يسألُ الرِّفدَ غَزيرَ الرَّفَدِ حِلقاً حولَ لَهيبِ المَوقِدِ شَغفَ الدُّنيا جَمالُ المَشهدِ سَـيّداً يَسمو بها من سَيِّدِ ناصعَ الكَفِّ، سَخيَّ المَدَدِ فتيَةُ الأمسِ، وأبطالُ الغَدِ * * * أذهلوا الكونَ بطيبِ المَحتِدِ بفَخارٍ طارفٍ أو مُتلِدِ كلَّ أطرافِ الدُّنا لم تَخمَدِ صَولجاناً أو وَفيرَ المقعدِ وسُيوفٌ في الوَغى لم تُغمَدِ وصَليلِ الهادرِ المُجتردِ نَخوَةُ الشَّهمِ وسَبقُ المُنجِدِ فسَما فَخراً بقيعُ الغَرقَدِ وطوى في طَيِّهِ الفَجرَ النَّدي وتعالى في المعالي وانْهَدِ * * * سالفِ المَجدِ رفيعِ العُمُدِ فوقَ هاماتِ الذُّرى والنُّجُدِ كشُعاعِ الفَرقدِ المُبتعدِ خاشعَ القلبِ مَهيضَ الجَّسدِ في جلالٍ هَيبَةً للمُرشدِ * * * رَفعَ الجهلَ مَقامَ الرَّشَدِ تَحت أغلال اللّظى المُتَّقدِ صولَةَ الفَهدِ وزَهوَ الأسدِ من كرىً طالَ ولمْ تُنْتَضَدِ باللآلي مثلَ حبِّ البَرَدِ كَغُثاءِ السَّيلِ أو كالزَّبَدِ * * * فلقدْ جاءَ مَخاضُ المولِدِ ولِغَيرِ الله أن لا تَسجُدي نَشوَةَ العِزِّ نُهى المُجتهدِ وبِها نَفلُقَ هامَ المُعتدي وعلى دَربِ العُلا أن نَغتدي فيهِ كَيدُ الشَّانئينَ الحُسَّدِ يَقطُرُ النَّصرُ جَليلَ المَشهدِ * * * يا رُبا مَهدِ المَسيحِ السيِّدِ ملأتْ نوراً فَناءَ المَسجدِ كَشُموخِ الماردِ المُنفَردِ في ذُرى العلياءِ كالفجرِ النَّدي هيَّجتهُم صَيحةُ المُستَنجدِ يا زهوراً في تَباشيرِ الغَدِ مَرَّ فينا منْ زَمانٍ أسودِ وإلى اليأسِ سَرى بالخَلَدِ وتَسامى في زَمانِ الأوَدِ فجِنانُ الخلدِ أشهى مَورِدِ وزَكا الكونَ شَذاهُ العَرِدِ ومَنارٌ في سَماءِ السُّؤدَدِ |
