ارجع البصر
11شباط2012
علي فهيم زيد الكيلاني
ارجع البصر
علي فهيم زيد الكيلاني (أبو العلاء)
| يا من يرجع طرفاً ما بال طرفك يخسأ أراب طرفك عيبٌ بل عاب طرفك عجزٌ * * * ترى بكوة عينٍ لا تهتدي بسناها يحول دون جلاها يبنيه طيف الأماني * * * الروح سرٌ دفينٌ حقيقة الله فينا تشف عنها نفوس أولا تشفُّ فتشقى * * * هذا الوجود كتابٌ والمتن أعظم نصٍ والخلق إما لبيبٌ أو قارئ يتهجى لو كل غصنٍ يراع أنى تعد وتحصى فعلمه سرمدي * * * الكون بصمة ربٍ والخلق شاهد صدق أما شهدنا بهذا فالكون عنه تجلى أنى اتجهت تراه يراه حتى الضرير يا من له في البرايا هذا الفضاء خضم تجري الكواكب في ونحن نعمر حرمٍ كقاربٍ في محيطٍ تيارها موار والمبحرون عليه مسبارهم مختلٌ * * * وجه البسيطة سمحٌ وكفها مبسوط فما تني تعطينا والسحب تمطر غيثاً والشمس تسكب دفئاً حبك السماء وقاءٌ فالكائنات تدار * * * إنسان عصرك آلي بعصره مفتونٌ رؤاه في جوعتيه يرى الضحالة بحراً تسود ثم علينا معبوده (التكنولوجيا) (التقنيات) نعيمٌ يا ليتهم سخروها * * * الحق يصرخ فينا سبحانه تتجلى نرتابه وهو فينا ونحن بين يديه ما بين كافٍ ونون يطالها التدويل فهو المهمين حقاً لا شيء يعزب عنه يرى ويعلم حتى فعلمه سرمديٌ * * * يا من يرجع طرفاً ما بال طرفك يخسأ لو كنت حقاً بصيراً لا تستجيب لأمرٍ سبيل ربك هادٍ فكيف تعبر درباً هلاكها مشهودٌ أما حسبت ليومٍ على شفير صراط في قعر نارٍ تلظى يوم التناد رهيبٌ كيف الخلاص وأنى؟ * * * لو كنت تعقل حقاً تجني وأنت هشيم مع سافيات الأماني نذير عمرك نبضٌ ما أنت إلا وعاءٌ وأنت جرم صغيرٌ هل تستطيع انفلاتاً أنى عدوت وثيقٌ أنى اختبأت مطالٌ فأنت آسن طينٍ فبعض هذا التعالي مهما استطلت اقتداراً سبحانه وتعالى | في الكائنات يدور يرتد وهو حسير فيما ترى وفطور يحده وقصور * * * وأفق روحك نور وما سواها ينير سحت الحياة وسور فالسافيات قصور * * * بها الحياة تمور وسره المستور تحيا بها وتنير يلفها الديجور * * * فيه الحياة سطور في سفره مذخور فقارئٌ نحرير أو غافل مغرور مدادهن بحور آلاؤه والسطور وعلمنا تبرير * * * بكفه ممهور أن الإله قدير منذ احتوتنا الظهور للعالمين ينير كل إليه يشير يدريه حتى الغرير توحدٌ وسفور فيه النجوم تمور أفلاكها وتدور منها صغير صغير تقاذفته البحور عمايةٌ وسفور مجدافهم مكسور مرساهم القبور * * * نحن عليه بثور وخيرها موفور غذاءنا وتمير فالماء خيرٌ وفير فيه النما والنور سقفٌ لنا وستور بأمره وتسير * * * مبرمجٌ مكرور كأنه مخمور وعقله مبهور (بالتقنيات) تمور مع أنها تسخير والسحت والفجور التقنيات شرور كما يشاء الخبير * * * هو البديع البصير ألاؤه ونحير يميرنا ويمور كما يشاء نصير ممالكٌ وعصور يجتثها التغيير وشأنه التدبير فهو العليم الخبير ما خبأته الصدور وعلمنا تطوير * * * في الكائنات يدور يرتد وهو حسير لما اعتراك غرور ولا لحق تسير ودربه معمور عبورها محظور مصيرها منظور يعيبك فيه العبور من زلَّ عنه يغور جهنم وسعير والحشر والنشور يوم الحساب عسير * * * أدركت أنك بور تذري وتذرى تطير رحى المنايا تدور يعده وزفير من التراب كسير والكون بونٌ كبير من ملكه يا غرير أنى شططت أسير مهما علوت تغور تمتد فيه القبور فإن عيشك زور فعاجزٌ وفقير هو العلي الكبير |
