المَسَار الصعب
21كانون22012
وحيد خيون
وحيد خيون
| ركِـبْـتَ طـريقاً والطريقُ طويلُ أرَدْتَ الـمَسَارَ الصَعْبَ فانْعَمْ بمائِهِ وتـابِـعْ خُطىً ما سارَ أهلُكَ فوقَها شـرِبْـتَ شرابَ العابثينَ براحِهِمْ فـتـابِـعْ طريقاً لو تموتُ بنصْفِهِ بَـكَـيْـتُكَ عُمْراً لن تعودَ ولا أنا ثـلاثـيـنَ عاماً قد أضَعْتَ بلحظةٍ بَـكَـيْـتكَ عُمْراً قد مَضَى بدُموعِهِ رَضِيتُ من السيْلِ الذي كانَ جارِفاً وقـلـتُ لنفسي لنْ يَزولَ مُعاكِسٌ ظـنـنـتُ حـياتي لا خِتامَ لِمِثلِها وهـا هـيَ شمسٌ ما حَسِبْتُ أُفولَها وكـنـتَ طَـمُوحاً أينَ منكَ مرابِعٌ أضـيّـعْـتها مثلَ السنينَ أمْ الذي وأيـنَ الـلواتي هنّ في كلِّ ساعةٍ تـجـاهَـلتَ أيّاماً و أنتَ مُواكِبٌ تـحَـمّـلْتَ حَمْلاً لا خفيفَ وراءَهُ لأنـكَ حـتـى لـو ندِمْتَ ستنْتهي أ تُـنْـكِرُ ضيّعْتَ الكثيرَ ؟ أ ناكِرٌ؟ مَـشَـيْـتَ طريقاً لا سبيلَ لِعَوْدَةٍ مَـشَيْتَ طريقاً سوفَ تمْشِيهِ واحِداً عَـمِـيـلٌ لِمَنْ ؟ للهِ ؟ تلكَ حقيقة ٌ لعِبْتَ طويلاً, ليسَ في العُمْرِ وِجْهة ٌ لـهُ الحمدُ ما في المُعْصِراتِ خليلة ٌ وألـفَـيْـتُ نـفسي واحداً بمدينةٍ مُـضَـيِّـعُ أحـبابٍ وفاقِدُ موطِنٍ تـغـيّرَ مِنّي الوجهُ حتى مَلامِحي وحـتى عيوني الضاحِكاتُ تغيّرتْ وإنـي و لا أُخْـفِـيكِ يا أُمّ َ سالِمٍ وأكـثـرُ ما يُؤذي جراحي تجاهُلٌ ولـكـنـني رغمَ المُذِلاتِ أزْدري تـغـيّرتُ يا أُمِّي , تغيّرَ مَطْمَحي وهـا هـيَ آفـاقـي تنُمّ ُ برَجْعَةٍ وقَـلْـبٌ بـما أشْقيْتهُ باتَ واضِحاً وصِـحّـة ُ حـالٍ ما صَعِدْتُ لِقِمّةٍ وتـرجُفُ مني في الثبَاتِ أصابِعي وأرضـي الـتي كانتْ حدائقَ بابلٍ نـعَـمْ لم تعُدْ عندي لضيفٍ حكايَة ٌ نعمْ لم تعُدْ في الروحِ ومْضَة ُ طارِقٍ تـغـيّرتُ فِعْلاً , والطِباعُ تبدّ لتْ ومـا عـادَ فـي نفسي لأيِّ تزاحُمٍ فـشُـكْـراً لدُنيايَ التي أيْنما أكُنْ وشُـكْـراً ليومٍ مِنْ صَلافةِ صاحِبٍ وشُـكـراً لـكلبٍ مِنْ نَجاسةِ حاسِدٍ وشـكـراً لِوَجْهٍ مِنْ خشونةِ أوْجُهٍ وشُـكْراً لِمَنْفاي المُطيع ِ و غربتي | فـتـابِـعْ مـساراً ليسَ منهُ بديلُ ومِـلْ عَـكْسَ ما كانَ النسيمُ يميلُ فـإنّ الـذي فـي العُمْرِ ظلَّ قليلُ وأوشـكْـتَ مَـمْنُوعَ الثِمارِ تطولُ فـسـوفَ يُلاقي الجيلَ بعدَكَ جيلُ لـعَـودَةِ عُـمْـرٍ مِنْ سواكَ أميلُ وسـتّـيـنَ مِـيلاً و المَسافة ُ ميلُ ولـسـتُ طَمُوحاً في الحياةِ تطولُ بـأنـي على أرضِ العِراق ِ أسِيلُ لأيّـامِـهِ لـكـنـنـي سـأزولُ وهـا هـي دقّـتْ للرحيل ِ طبولُ يَـجِـدّ ُ بـهـا قبلَ الأُفولِ أُفولُ! وسـربُ قـطـاً و حمائمٌ و خيولُ سـلـيـلُ عِظَاتٍ للضياعِ سَلِيلُ؟ لـدَيْـكَ نـذيـرٌ أو عَليْكَ دخيلُ؟ حـوادِثَ تـسْـرِي والمَسيرُ ذمِيلُ لأنـكَ مِـنْ قـبـلِ الرِّحَال ِ ثقيلُ فـلـيْـسَ إلى العهدِ القديم ِ سبيلُ فـهـاتِ دلـيـلاً لـو لديكَ دليلُ و لا مُـنـتـهـى للقاصدينَ يَؤولُ وأدنـى الـذي قـالـوهُ فيكَ عَمِيلُ لـكـلِّ فـروع ٍ في الحياةِ أُصولُ أجَـلّ َ,سِـوى يَغْشى هواكَ جليلُ ولـكـنـهُ فـي المُعْصِراتِ خليلُ بـقـايا طُلُولٍ , هل تَرُوقُ طُلُولُ؟ وفـي كـلِّ يـومٍ وِجْهة ٌ و رحيلُ تـغـيّـرَ مـنـها مُرسَلٌ و جميلُ وصـارتْ بـأوقاتِ السّرورِ تسيلُ أُريـكِ صحيحاً , والصّحيحُ عليلُ وأكـثـرُ مـا يُدْمِي الجِراحَ جَهولُ سِـيـاطَ الأذى , ما مِنْ بَنِيكِ ذليلُ وهـا هـو فجْرُ الطامِحينَ أصِيلُ وهـا هيَ شمْسٌ عن سَمايَ تزولُ بـدَقـاتِـهِ , شـاخَتْ لديْهِ فصولُ وأشْـرَقـتُ , إلا في قِوايَ نُزُولُ فـلـيـسَ بـها للدَانِياتِ وصولُ خـرابٌ , ومِنْ كلّ ِ الجِهاتِ مُحولُ ومـا كـانَ لي في الناطِقينَ مثيلُ ولا خَـضِـلاً مِلْءَ السُّفوحِ نخِيلُ وصـارَ الـذي يُعْطي اللقاءَ يحولُ مـن الـناسِ مثلَ الآخرينَ شَمُولُ تـكُـنْ حـائـلاً تقصي بنا وتقِيلُ أجَـلّ ُ و يـومٌ طـيِّـبٌ و خجولُ أقـلّ ُ و كـلـبٌ مُـخْلِصٌ و نبيلُ أرقّ ُ و وجْـهٌ نـاعِـمٌ و أسـيلُ و شُـكْـرِي لأيـامِ العِراقِ جزيلُ |
