جنةٌ في الجحيم
10كانون22015
مصطفى عكرمة
مصطفى عكرمة
في الحفَّةِ الخضراءَ أهلي يا ألفَ ويلاهٍ، وأُوّاهٍ لَهُمْ السَّعيُ أجهَدَهم، وأرضاهُمْ بهِ في الزّرعِ أمضوْا عُمرَهم، وحصادُهُ القفرُ جنّاتٍ غدا بجهودِهمْ لمْ يعرِفوا غيرَ الوفاءِ لأرضِهمْ ناموا وأشهى حُلمِهم أنْ يُصبِحوا سِلْماً مع الدُّنيا يعيشونَ التُّقى وبِبذلِهمْ للمَكرُماتِ تراهمو وإذا الجِهادُ إلى الفداءِ دعاهمو ورأيتَ تكبيراتهم ملءَ المدى أحرارُ دينٍ لا يُردُّ إباؤهم شَهِدَتْ فرنسا رغمَ فتكِ سِلاحها في كلِّ معتركٍ لهمْ نصرٌ على ولِعزّةِ الأوطانِ أمضوْا عُمرَهُمْ فإذا البلادُ تحرّرَتْ عَفُّوا يداً وقُبيلَ أنْ يحظى الكرى بجفونهم فحشودُ مَنْ كفروا سعَتْ لتُبيدَهم شبّيحةٌ مَرَدوا على تقتيلِنا رُبُّوا على أنّ البرايا مُلْكُهمْ سلبوا جياعَ الشّعبِ لُقمةَ عيشهِ الكذبُ يخجلُ من عجائبِ كذبهمْ وأشدُّ ما كانَ السِّلاحُ ضراوَةً في كلِّ شبرٍ آلةٌ لفنائنا وبكلِّ صاروخٍ تُحسُّ قيامةً والطّائراتُ المُمطراتُ قنابِلاً لمْ تمضِ ثانيةٌ بغيرِ قذائفٍ مدنٌ بِمنْ فيها أُبيدَتْ جهْرَةً والأبرياءُ بِكلِّ حِقدٍ ذُبِّحوا ومساجدُ العُبَّادِ خاويةً غدتْ والضَّاريات من الضَّحايا أُتخمَتْ والسَّائماتُ من اللواتي قد نَجَتْ والشّاهِقاتُ على ذويها هُدِّمَتْ لمْ يَنجُ طِفلٌ لا ولا امرأةٌ نَجَتْ والمُورِقاتُ المُثمِراتُ لحرقِها أجنادُ حقدٍ ما رأوْا حِلٌّ لهمْ ورِثوا التَّقيةَ، وهي غايةُ دينهم هيهاتَ أنْ تُحصى جرائِمُ حِقدِهمْ والمؤمنونَ لكلِّ عانٍ عونُهمْ حسبوا البلادَ بِما لها قدْ قدّموا دُهِموا فلا منجى يُلاذُ بهِ، ولا تقطيعُ أجسادٍ لمن غدراً قَضَوْا عَجِبَ الأعادي من شراسةِ فَتكِهمْ فاعجَبْ لِشبِّيحٍ يُذَبِّحُ أُسرةً لو تقدرُ الأحجارُ ردَّ حقودهم ورأيتَ ذرّاتِ الصّخورِ قنابلاً حتّى السكاكينُ التي ذَبحوا بِها هذا الذي ما زالَ مُعتَقداً لهُمْ وهمُ الأذلُّ لبأسنا مهما عَتَوْا وأشدُّ تقتيلاً بنا مَن مِنهمو لولا السِّلاحُ، وما أمدُّوهُمْ بهِ هي جولةٌ للظُّلمِ واهيةً غَدَتْ اللهُ جَمَّعَ حِقدَ مَن كفروا بهِ فاللهُ يُمهِلُ للطُّغاةِ فإنْ قضوْا * * * يا حفَّتي الخضراء عهدُكِ في غدٍ ولألفِ أختٍ دمَّروها عهدُنا وجنودُهُ ستفِرُّ لكن للردى فاللهُ يُمهِلُ ثم يأخذُ من طغى وتعودُ عامرةً مساجدُنا، ومِن ونظلُّ نولِدُ ألفَ جيلٍ مؤمنٍ والمُثمراتُ، وكلُّ ما همْ حرَّقوا فربيعُ قومي قادمٌ وبذورها فتعود أخصبَ ما تكونُ حقولُنا والشَّاهقاتُ من اللواتي هُدِّمتْ وتعودُ أهنأَ ما تكونُ ديارُنا ما كان ظلماً أن نرُدَّ حقوقَنا يا كُلَّ مَنْ ظُلِموا وهبَّ إباؤهمْ حَسبُ الشُّعوبِ إذا مَضَتْ لِجهادها لا ضيرَ من عِظَمِ الضّحايا، فالدُّجى * * * يا أهل "حفّتيَ" الحبيبةِ أنتمو ما زالَ مِنكُم ألفُ موكبِ عِزّةٍ فجذورُكم مهما دها أغصَانَها | طُوِّقوابجحيمِ أعتى الحاقدينَ عن ذِكرِ أدنى ما دهاهُمْ أُشفِقُ أنْ هُم لغيرِ أحلِّ رِزقٍ ما شقوا حُلْمٌ عليهِ جفونَهم قدْ أطبقوا وبكلِّ لونٍ من مفيدٍ يَغدقُ وسوى مفاتنِ حُسنِها لمْ يعشقوا بأقلِّ ما هو حقُّهم أن يُرزقوا وبغيرِ صفوِ الحُبِّ لمْ يتخلّقوا لم يُسبقوا يوماً، ولا هُمْ يُلحَقوا هُرعوا إليه، وللفدى لمْ يُسبقوا وبغيرِ تكبيراتهمْ لمْ ينطقوا عن كُلِّ مأمولٍ إليهِ حَدّقوا أنْ كُلُّ فردٍ في المعاركِ فيلَقُ أعدائهمْ مهما جنوداً نسَّقوا سِيّانَ إنْ نالوا الشهادةَ، أم بَقوا ولكلِّ ما يبني البلادَ تَفرّقوا كانَ الذي مِنهُ البريّةُ تُصعَقُ والجُرمُ أنْ هُمْ بالمُهيمنِ صَدّقوا ولِمَنْ أبوْا إجرَامَهم أنْ يُمحَقوا ولَهُم عبادٌ كُلُّ مَنْ لَمْ يُخلقوا وعليهِ بالنّصرِ الكذوبِ تصدّقوا فالصدقُ منهم ظلَّ ألا يصدُقوا حشدوا علينا في الخفاءِ، وطَوَّقوا منها قنابلهُمْ علينا تُطلقُ وبه السَّماءُ عليكَ كادت تَطْبُقُ الصّخرُ قبلُ الحيِّ مِنها يُحرَقُ الألفُ منها إثرَ ألفٍ يلحقُ وجميعُ ما فيها جِهاراً يُسرَقُ والذّابِحونَ فخَارُهُمْ ما حقّقوا وعلى مآذنها غرابٌ ينعقُ والجوُّ من نتنِ الضَّحايا يشهقُ من قتلهمْ في القفرِ جوعاً تنفُقُ فنفوسُهمْ تحتَ الحِجارةِ تُزهَقُ والعاجِزونَ بِكُلِّ حِقدٍ مُزِّقوا لمْ يبقَ منها مثمرٌ، أو مورِقُ وكما يشاؤونَ الشَّرائعُ تُخرقُ ولهم بها ممن هُدوا أن يمرقوا فعلى فناءِ المُؤمنينَ توثَّقوا ولمن أتوْهُمْ بابهُم لا يُغلقُ تحيا الأمانَ، ويالَهُم مِمّا لقوا! مِن ملجأٍ، فالموتُ فيهم مُحدِقُ هو ما بهِ دونَ الأنامِ تفوَّقوا! فأشدُّ أعتى الأرضِ منهم أرفَقُ بصِغارِها، ولِما أتاهُ يُصفِّقُ لرَأيتَها من حزنها تتشقّقُ لِتَصُدّهم، فالصّخرُ منهم أشفَقُ فُلَّتْ لِحسرتِها، وكادَتْ تشهقُ مهما أبانوا ما سِواهُ، وذوّقوا فأشدُّهمْ بأساً لدينا أخرقُ أعتى السِّلاحِ لقتلِنا يتدَفّقُ لرَأيتَهم وكأنّهم لَمْ يُخلَقوا فغداً بأسرَع ما يكون سَتُزهقُ لُنبيدَهم ما غرَّبوا، أو شرَّقوا أجلاً، فإنَّ فناءَهُمْ لَمُحقّقُ * * * أنَّ الذي سأقوله لمحقَّقُ أنْ سوفَ يلقى ما لَقِينَ (الأحمقُ) وترى الذي عبدَتْهُ بالدَّمِ يغرقُ وبحبلِ ما حَسِبَ النَجاةَ سيُشنقُ أعلى مآذننا الأذانَ (يُموسقُ) في كلِّ عهدٍ للمهيمنِ يصدُقُ بجهودِ أهلي من جديدٍ يُخلقُ من طهرِ تُربتها غداً تتفتّقُ والطَّيرُ آمنةً هناكَ تُزقزِقُ سنعيدُها نحو السَّماءِ تُحلِّقُ وكما حُرِقنا غافلينَ سنحرقُ فالسيفُ في ردِّ الحقوقِ الأصدقُ راياتُ عِزَّتكمْ أراها تَخفُقُ عهدٌ مع المولى النّصيرِ مُوثَّقُ يجلوهُ مهما اشتدَّ فجرٌ يُشرِقُ * * * أبداً بنصرِ اللهِ أنتُم أخلَقُ يُرضي الجِهادَ بِما يُعِدُّ، وينفقُ يوماً ستُطلِعُ ما يَعِزُّ ويسمَقُ | وحُرِّقوا