ذاكرةُ الليلِ
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
مـن أي جـرحٍ نـحو قلبكِ أدخلُ
ولأي وادٍ غــيـر ذي زرع أنـا
ولأيّ روح أشـتـهـيـكِ لثورتي
الـحـبّ نـافـذتـي أطلَّ ببردِها
ونـداءُ قـلـبي حين لامسَ دمعتي
ويـداكِ تـزرعُ فـي حدائقِ مقلتي
قـد كـنـتُ أنمو في فضاكِ سنابلاً
وعـلامَ مـنـقـارُ الجنونِ بجوعِهِ
وأنـا مـقـيـمٌ بـاحتراقِ أجنـّتي
ورفـيـفُ ثغرِكِ فيهِ من أثرِ الندى
وخـطـوطُ وهـمي جدّدتْ أحزانَها
أنـا ثـغـرُكِ الـمبلولُ فالتمسي لهُ
ذا وجـهُ عُـريك في دواخلِ ظلمتي
خـوْفـي يـرى خوْفي ويذبحُ أمْنهُ
فـيـزورُنـي سربُ الفراشات التي
وفـمـي خياراتُ الجنونِ تسرْبلت
مـزّقـتُ رايـةَ أضـلعي وتأجّلتْ
وَرْدٌ لـقـلـبـي من نهارِ توجّعي
إبـريـقُ روحـي فيّ يسكبُ خمرَه
أوّاهُ بـلـّلـنـي الـعـناقُ بغيمِه
وأنـامـلـي عبثاً تـُفـَتقُ صدْرها
ويـدايَ تـقـتـحـمُ الثلوجَ مهارةً
فـتـطـيـحُ أجوبةٌ وتسقطُ شهقة ٌ
وتـغـيـبُ أسـئلة بغمغمةِ الهوى
وتـقـدُّ مـن دُبـرٍ خـفـايا رغبةٍ
قسماً(بـِهـَيْتَ) تأرْجَحتْ في لحظتي
مـا هِـبـتُ لـمّا دقّ بابَ توهّمي
عَـلـقـتْ بـذاكرتي نساءُ زليخةٍ
أحْـرقـتُ أقـنـعةَ الحريمِِ جميعها
شـهـقـتْ مخدّاتُ العبيرِ وقد رأتْ
أقـنـعْـتُ ذاكـرتي بأنّكِ حلوتي
رُحـمـاكِ سـيّدتي شموعُ معابدي
لا تـبـعـدي فـحَـمامُ قلبي وحدَه
بـعـضٌ مـن الـنارنجِ فيكِ رأيتُه
طـفـلٌ تـوهّـمَ أنّ صـدرَكِ لعبةٌ
مـسـتـرخـيـاً شفتاهُ ترسمُ لوحةً
لـمْ يـرتشفـْهُ فمُ الرحيلِ وصمتُهُ
فـأتـيـتِ دونـي ظلّ قلبي واجماً
حـمـلـقتُ بصّرني غيابُ ترهّبي
فـمـشـيْتُ تحدوني مرايا رغبتي
لـو تـعـمـلينَ وأنتِ سرُّ قداستي
وطـنٌ مـن اللحظاتِ عند توجّعي
رحـمـاكِ سـيّدتي أضعْتُ بدايتي
لـمْ أحـتـرقْ لـكـنْ يداكِ تمرْأتا
وسـمعتُ صوْتي في عباءةِ أحرُفي
وطـنـي حـريقٌ مُذْ جفتـْه سِلالُه
وطـنٌ من الزفراتِ كنتِ على يدي
لا تـغـلـقـي شبّاكَ أرصفةِ المَسا
هـل تـعـلـمينَ بأنّ نايَكِ لم يزلْ
وبـأنـّك الأولـى أعـيشُ بحلمِها
رمـمَّـتُ أوراقي وجئتُ بخطوتي
وطـردْتَ عن قلبي النساءَ وما حَوى
وهـشَـشْتُ عندك في عصايَ مأرباً
لـتـظـلّ أسئلةُ الحضورِ عن التي
فـالـحـبُّ لـيسَ خواطراً نغتالُها
والـحـبُّ مـا مَـلأ النفوسَ جنونُهولأيّ عـشـقٍ غـير عشقكِ أحْملُ
أمـضي ويهْربُ عن خطوطي مَنهلُ
ويـدايَ يـحـضـنُها لديكِ قرنفلُ
وجـهي ووجُهكِ عن دروبي يَغْـفلُ
رأتِ الـعـيـونُ بـأنّ قلبيَ يجهلُ
وردَ الـطيوفِ وضوءُ صبحيَ يُغزَلُ
فـعـلامَ راحَ يـريقُ قمحيَ منجلُ
يـمـتصّ نبضي حيثُ يُقلقُ سنبلُ
وحـضـارةُ الـمـعنى لديّ ستأفلُ
قـُبـلٌ ولـوّحَ فـي ضـفافكِ بُلبلُ
ولـديّ خـارطـةُ الـوجومِ تـُبدّلُ
دربـاً إلـيّ فـمـنـه برْدي أشْعلُ
قـمـراً وفيه قميصُ جرحيَ يُغسلُ
دفءٌ يـبـرعـمـني ونهريَ يَجفلُ
رقـصتْ على ناري فجفَّ سَفرْجلُ
رئـتـي وأسـكرَها الوداعُ الأطْوَلُ
كـلّ الـسـنينِ عن النوارسِ تسْألُ
يـمـشي وَتُسكرُهُ الطيوبُ وتنـْهلُ
طـفـلاً ويُـذهِـلُـه بثغركِ جَدولُ
وانـسابَ في قـُبُلاتِ ليليَ مَخـْملُ
وقـمـيـصُـها فيه استراحَ تدلـّلُ
وتـسـائـلُ النهديْنِ : أينَ المقتلُ؟
لـمّـا عـلـى البلّورِ يَنعسُ مِشْعلُ
وتـتـوهُ بـي روحٌ وصـدْرٌ أهْدلُ
كـفّـي ويـلـعـنـني إليكِ تمهّلُ
مـا خـفْـتُ لكنْ منكِ قلبي يخْجلُ
صـوتٌ بـزاويـةِ القميصِ يهرولُ
وبـشـهـقـةِ السكينِ راحتْ تنخلُ
إلاكِ يـسـكـنـكِ اللهافُ الأمْـثلُ
فـي الـقصرِ يوسفَ يحتويهِ توَجُّلُ
وبـأنَّ كـلّ نـسـاءِ قـلـبي تقتلُ
جـَفـلـتْ وضوئي مثلُ قلبي يَذبلُ
يـدري بـأنّـي مَـنْ إليكِ سأهدلُ
وبـهِ قـوامُـكِ قـبل صدرِكِ مُثقلُ
فـمـضـى يلاعبُ للكراتِ ويهْملُ
وتـقـولُ أنّ الـصدرَ مثليَ مُهملُ
يـدنـو لـه الـهـمسُ الذي يتأوّلُ
رغـمَ ادّعـائـك أنّـه الـمسْتقبلُ
وهواجسُ اللمحاتِ ضلعيَ تـُشْعـِلُ
ومـراكـبي احترقتْ لبحركِ تُحْملُ
قـسَـمـاً بأنـّك من فؤادي أنـْبلُ
كُـونـي ولـلـشرفاتِ لوْناً يُذهلُ
مـذْ غابَ عن جَسدي فؤادي الأعْزلُ
واغـتـالَ صوتَ الحبّ فيّ توجّلُ
فـوقَ الـنـخـيـلِِ حَمامةً تتهدّلُ
وعـلـى مَـسـافاتِ التنهّدِ يرْحلُ
ويـدُ الوداعِ بنبضِِ روحِكِ تـَغْزلُ
لـلآنَ مـنكِ شفاهُ جرحي تـَثـْملُ
يُـدلـي بـعـزفِ حنينِه ويمَثـِّلُ
وبـأنّـنـي فـي نـبض قلبِكِ أوّلُ
هـلْ يـا تـُرى مَنْ قد أتيتُ سَتقبلُ
لأَخَـافُ يـمـنـعُكِ الدخولَ مُخوّلُ
ومـآربـي أنـتِ الـتـي أتـأمّلُ
قـلـبـي لـهـا ولها عيونيَ مَنزلُ
لـكـنّـه وطـنٌ ولـيـسَ يـُبدّلُ
لـلـعـاشـقـينَ وليسَ باباً يـُقفلُ