جنون الصمت

هتاف صادق

إلى كل مشرد هُجّر في وطنه أنشد :

غريب ٌ أنا والليل ,, ليل مسافاتي 

غريب أنا أرسو على بحر مأساتي

غريب أنا والريح تعصف في دمي

وموجٌ من الأحزان يروي حكاياتي 

غريب أنا .. وجهي شراع مراكبي 

وشطّي من الأوهام ينأى بمرساتي 

أدور وخلفي الظل يحجب صورتي 

وصوتي صراخ العمر يحكي صدى الآتي

هي العاصفات السود تسكن خافقي 

هي النائبات النار ... تصلى عذاباتي 

أفتش عن بيتٍ فويق حرائقي 

وروحي .. جروحي بوح صدري وأنّاتي 

وقلبي شريد ٌ في المخاوف يحتمي 

في لهفة الأضلاع يخشى المتاهات 

يلملم من دمعي سخاء دموعه 

ويرشف من عيني ينابيع غصّاتي

حملت همومي فوق آهة صمته

وعانقت آلامي على وقع آهاتي

ورحت أنادي .. أستغيث ضمائرًا

لعل سكون الليل يلقى نداءاتي

وقفت بساحٍ خِلت ساح مدينتي

وخِلت رفاق العمر جاؤا لملقاتي

رميت دموعي في زوايا محاجري

أسابق خطوي في جنون خيالاتي

وقلبي عراه الوجد من لهب الجوى

وهمّي همى النيران فوق سؤالاتي

وصلت بلادي ردّني وطن الأسى 

توقف : فذلّ الصمت أوج انكساراتي