مسْخُ دمشق
عبدُ الرحمن العُمري
بحرقة الدمع وفورة الدم أكتبُ وأنا أرى على أرض الشام المباركة ما تبرأ منه الإنسانية من بطش الطاغي و ملأه .
و لا أظنّ الجماد فضلا عن الحيوان إلا يمقت ذلك الطغيان ويضجّ منه فزعًا وهولاً !! لكنّ لنا في وعد الله سلوة ،
فاللهم نصرًا نصرًا ، إنه لا يُخلفُ وعدُك ولا يُهزمُ جندُك .. ويا شعبَ الأحرار صبرًا صبرًا ، فقدرُكم أن تتفتت على صخوركم أعتى الديكتاتوريات ويهلك على أرضكم الطاهرة كل دجالٍ !
في الشامِ وحشٌ مستبدٌّ لم تعلّمْهُ الزعامَةْ
مسخٌ له روحُ الذئابِ وشكلُ أصحاب الفخامَةْ
أُمُّ المجازرِ إرثُهُ وأبوهُ لم يحفظْ ذمامَهْ
زَعَمَ الممانعةَ اتقاءً وامتطى ظهْرَ الكرامَة
وعلا على الإعلامِ لُؤمٌ دنسوا طُـهْرَ العُمامَة
نَصَبوهُ فوق دمشقَ ربًّا أين من ربٍّ قُلامَةْ
أغراهمُ بكلامِهِ وفعالُه تأبى كلامَه
طورًا يقيمُ (البعث) من جدَثٍ وطورًا يا (إمامةْ)
حاروا لفهم طباعهِ فاستفتحوهُ على الفَهَامَة
فأمامَه كقفاهُ لا يُدرى قفاهُ ولا أمامَه
لم تبصرِ الجولانُ غضبتَهُ ولا حتى انتقامَه
والشعبُ يُصْـلَى ظُلمَهُ زَمناً يفاصِلُه طعامَه
عشرٌ وكابوسُ المجازر تسلُبُ السالي منامَه
نصفٌ إلى المنفى وباقي الشعب تقتلُه الإقامةْ
والدينُ من للدّين ما راعَى الحلالَ ولا حرامَه
حتى انتهى صبرُ الحليم وأعلن الشعبُ فِطامَه
فدعى الهلاميُّ الفنا وأقام للفوضى نظامَه
واستهدفت أزلامُهُ الأطفال يا ويحَ الزعامَةْ
وبغوا على العِرْضِ الحرامِ فأين أربابُ الشهامةْ
كم مرةٍ شتمَ الأعادي ثم ناولهم خطامَه
أعطاهمُ لحم الجهادِ وعادَ يسألهُم عِظامَه
فتزلزلت تحت البعيد الأرضُ و اختار القيامَة
لم يرعوي والشعب يسألُهُ التواضع والندامَة
ويضجّ يا : أسدًا عليّ وفي الوغى مثل النعامَة
ستذوقُ ما صنعتْ يداكَ وسوفَ تتبعُك الملامة
أرداك نزْقك والهوى وكذاك من يُفلِتْ زمامَه
يهوي به من قمةٍ فيضمُّهُ كيسُ القُمامة