صبر كل العراقيين
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
أسـرجـت عـزمـك للشهادة طالبا
وحـشـدت نفسك كنت زحف فيالق
ووقـفـت رمـحـا مـا لوته وقيعة
كـنـت الـرجـال عـزيمة معقودة
كـانـوا يـعـدون اقـتناص فريسة
حـاكـوا خـيـوط خيانة واستنزفوا
مـدوا عـلـيـك ظـلال ليل داجر
الـكـاذبـونـ وكـل شـر بـلية
فـسـتـمّـحـي ذكراهم وسيمَّحي
هـمـ قـيدوك وقد عرفت مطاولا
لـم تـنـتـقـص منك القيود وإنما
هـم قـيـدوك وما انحنيت لعاصف
فـالـلـيـث من خلف الحديد تهابه
خـالـوا القيود تعيب شخصك سيدي
اقـبـلـن نـحوك شُخّصاً أبصارُها
غـازلـن رمـحـا يعربيا ما التوى
أحـنـت إلـيـك قـيودهم هاماتها
فـتـفـتّـح الـزرد الحديد مهابة
هـم أغـلقوا طرق النوافذ فانثنت
كـنـت الـعـراق أراه فيك محشدا
قـد كـنـت صقرا والقضاة طرائدٌ
أرأيـت كـيـف شـكمتها أفواههم
إنّ الـبـطـولـة أن تـكون مقيدا
دم مـاردا يـعـلـو دويـك ساحة
فـاصـدع بـأمر الله ذلَّ مَنِ افترى
كـنـت الـعراق وكنت حتف أنوفهم
فـغـدوا أمـامـك رغـم أنّك واحد
وأثـبـتـهـم بـالـقول ثاقب فكرة
فـالـلـيـث لـيث إن شددت قيوده
هـلـعـت قـلـوبهم وصار حليمهم
طـبـع الـجـبـان يثير كل لئيمة
أمـا الـرجـال إلـى النوازل قلعة
(إن أنـت أكـرمـت الكريم ملكته)
قـفـص الـحـديد تزلزلت أركانه
وشـكـا وأنّ بـعـبـرة وتفجّرتْ
هـم يحسدون عظيمَ صبرك حاضرا
وتـزيـد مـنـك مـهابة كفُّ الندى
ووقـفـت دون الـنـازلات منازلا
ووقـفـت أي والله أنـت خـبطتها
حـاكـمـتـهـم لـتذبّ عنك جناية
قـد كـنـت كـالألق البهي مكابرا
مـا ضـقـت مـمـا حملوك بعبئه
كـنـت الـذي لـلـه يـعـقد أمرَه
أيـقـنـت أنـهـم عـليك تكالبوا
ووقـفـت مـتَّـهَـما لأنك غيرهم
مـا كـنـت رقـمـا زائدا بحسابهم
وأخـفـت بـالـجـلد الزمان معبئا
سـيـظـل ثوبك في النوازل سترهم
فـهـم الـعـراة يـقايضون نقائضا
ويـسـاومـونـ يـقدمون نعيمهم
مـرت سـنـين الصبر حبلي بالدِّما
يـبـقـى يصيح على الزمان ونزفه
مـتـحـديـا حـكـم الرعاع ثباته
وصـبـرت صبر الأنبياء على البلى
قـرآن ربـك فـي يـديـك تشيله
وإلـيـه أوكـلـت الأمـور عظيمة
أتـعـبـتـهـم كنت العراق بطولة
وطـفـولـة فـقدت شواطئ حلمها
مـهـمـا تـكن فالصبر تشكم حبله
يـا مـسـتـفـزّ الـجرح إنك والدٌ
فـالأرض مـعـقـود عليها نصرنا
أولاء أهـلـك قـد أروك بـطـولة
جـنّـات خـلـد يـحمدون ثوابهم
وقـفـوا عـلـى هامتهم في ساعة
* * *
يـا سـيـد الـصـبر الكبير تحية
طال الحديث وكنت تعرف مَنْ وَشى
وكظمت غيظك في الضلوع من الأذى
أبـكـيـت في الصبر العظيم أباعدا
أو يـعـجبون وليس عندك في الملا
يـامـا سـهـرت لـكي تشيد مقامه
أوقـفـت جهدك كي تصارع غولهم
صـنـت الربوع وقد أباحوا سترها
كـنـت الـعـراق بعرضه وبطوله
عـدْ سـيـدي إنّ انـتـظارك قاتل
بـغـداد بـعـدك يـا رفـيق ذليلة
عـاثـت بـها زمر الخيانة وارتقت
والـخـيـل تـبكي للطراد وسوحه
مـتـجـحـفلا ثبت الجنان مجاهدا
يـا فـارسـا يطأ المصاعب عزمه
والله إنـي مـا نـظـمت قصائدي
لـكـنـمـا هـي نخوة عصفت بنا
ولأجـل مَـن قـامـت قيامة حقدهم
هـم سـاومـوك ومـا رضيت بذلة
أمـسـى (كـويـفـير) يقود وزارة
سـلـبـوا من الشعب الكريم كرامة
أيـصـيـر نـخـاس البلاد أميرها
ويـروح عـمـرو في جناية عامر
ومـذبـذبـون نـفـوسـهم محشوة
أولاء أنـكـى مـن عرفت معاشراً
الـحـاقـدون على العروبة عاودوا
والـخـائـنـون بـلادهـم ونعيمها
والـحـاضـنـون بكل ما ملكت يد
ويـجـنـدون لصوصهم كي ينهبوا
وتـصـول فـي حـلباتنا مسعورة
يـسـتـضرخون السادرين بغدرهم
الـقـاتـلـون الروح في جسد التقى
* * *
عـد سـيـدي أفـق العراق حرائرٌ
عـادت عـرايـا فـي سماء عراقنا
صـدري جـحـيـم مشاعر فياضة
إنـي أنـاشـد إذ أنـاشـد فـارسا
عـد سـيـدي أفـق العراق تجهمت
قـد كـان في هوج الخطوب جحافلا
رجـل شـجـاع لا تـلـيـن قناته
وبـه الـحـصـافة تحتويه وفطنة
فـتـراه مـثـل الـبحر يحوي دره
لا لـيـس تـخشى من غد وفصوله
فـبـحق شخصك ما التويت بموقف
وبـحـق فـتـكـتـك التي حلباتنا
والله لـولا إنـنـا لـغـمـارهـا
لـغـدت رجـال فـي العراق ذليلة
وغـدت عـلـينا الدور كوم خرائب
أو بـعـد أن فـدّى الـعراق بروحه
جـئـنـا لـنـقـطع كفه من خلفها
أرأيـت أرذل مـن يـكـمُّ شـهادة
وأذل م_ـن ه_ـذا وذاك م_ـزوِّرٌ
سـيـجـيء يـوم فيه أشمت هازئا
ويـلـوذ بـالـصمت الوبيل مغرَّرٌ
يـا أيـهـا الـسيف المحارب وحده
أنـا بـعـض غـرسك يا بقايا أمة
بالله أقـسـم بـالـعـقيدة في دمي
يـا سـيـد الـصبر الكبير جميعنا
إنـي لـتـطـربُني الرعود غضوبة
إنـي لأصـرخ بـالـنفوس أهزّها
ولـذو شـعـور عـاصف يقتادني
مـا كـان أفـضع من يعيش بصمته
لـو أنـهـم كـمّـوا لـنـا أفواهنا
سـأحـشـد الـدنـيا وأدحر باطلا
وأسـخـر الـحرف الجريء بحكمة
وأظـل أحـسـبها المخازي ساخطا
لا عـذر فـالـتـاريخ يكتب سيرة
إنـي لآنـف أن أمـد لـهـم يدي
لـو كـنـت فـرداً لن تكل عزائمي
قـسـما سأضري النار فوق رؤوسهم
مـتـصـيـدا عـثـراتهم مفتوحة
فـتـجول في الحلبات فرسان الوغى
الـمـانـحـيـن الـباذلين حواسرا
فـيـهـم خـبـرت المدعين أخوة
ورحـلـت تـفـرع باب كل رزية
ودنـوت في باب العلى ألق الضحى
ووقـفـت صـقـرا والليالي دُهّهم
ووهـبـت قـلـبـك لـلبلاد محبة
ونـذرت عـمـرك يا عصارة مهجة
شـبـلـيـن كـانا يدفعان شرورها
هـم يـحسدون على الممات مماتهم
فـالـسـيـل قد بلغ الزبى وأباحنا
أولاء أهـلـك حـشـدوا لـمماتهم
قـصـف يـطـال الآمنين بدورهم
والـحـاكـمـون ولا أحابي واحدا
الـكـاسـدون عـلـى شوارع لندن
شـخـص المخازي كان في أردانهم
لاحـوا لـنـا مـثـل البيادق جلهم
قـد اغـرقـوا كـل الـبلاد بشرّهم
ويـزوّقـون لـه جـمـيـع نسائهم
لا يـحـسنون سوى غريب صنيعهم
وطـن أبـاحـتـه الشعوب بكيدها
يـا مـوطـنـا لـلـه يـبكي وحده
أوصـي إلـيـك مـع النسيم وصية
وأخـضـب الـعـمـر المدله وردة
أبـتـاه كـل الـمـفردات ظواميء
مـاذا سـأحـكي والحروف تعثرت
قـسـمـا بـحـبك أن تظل مخلدا
فـالأرض مـخـتـوم عليها نصرنا
والـفـجـر مـوعدنا غدا يا سيدي
خـذنـي إلـيـك مع الزمان قصيدة
واسـلـم عـلى الشطين فارس أمتي
نـاشـدتـك الله الـعـظـيم عقيدة
بـالـحـب اقـسـم لـلعراق تكنه
أنـا حـتـفـهـم ألج المنايا حاسرا
أنـا حـتـف كـل الـبائعين خيانة
حـبـي إلـيك تعيش فيه جوارحي
فـرد أنـا والـحـاقـدون بحقدهم
سـأظـل وحـدي حـاشدا لحروفهوسـلـكـت نـحو العاليات سباسبا
يـدفـعـن عن ضنك البلاد الواجبا
وبـرتـه سـاحـات الطعان تجاربا
ومـروءة يـرد الـحتوف مُحاربا
حـتـى اقتنصت فكنت أنت محاسبا
أسـبـاب مـوت أثـخـنوك مثالبا
أشـعـلـت في لمع البروق غياهبا
مـنـهـم تـسوق إلى البلاد خرائبا
مـا خـطـطـوه ، ويرحلون ذنائبا
ومـجـاهـدا خـبر الحياة مصاعبا
زادتـك إيـمـانـا وعـزمـا لاهبا
كـلا ولا فـل الـزمـان جـنـائبا
كـل الـرجـال إذا تـململ غاضبا
كـبـرت وصرن على يديك خوالبا
فـوهـبـتـهنّ على الجمال عجائبا
إذ كـنـت أقـوى في الرجولة جانبا
واسـتـعـظـمتك وكنت فيها راغبا
وتـفـجـر الـبـركان يغرق قاربا
خـجـلـى لـتـمنحك البهاء الثاقبا
وتـثـيـرنـا إمـا تـكون مُخاطِبا
مـا كـنـت مـغـلوبا رأيتك غالبا
فـيـلـوذ واحـدهـم إلـيك مطالبا
لا أن تـكـون إلـى العمالة صاحبا
أنّـا عـهـدنـاك الشجاع الضاربا
أثـخـنـتـهم فزعا وقولا صائبا
حـشـدا ،وكـنت مصافيا ومغاضبا
كـالـفـأر يـسحب ذيلَ ذلٍّ هاربا
عـلـمـتـهم شرف الرسالة واجبا
أو أطـلـقـوه يـمـيزُ رعبا ناشبا
مـن ذعـره كـلـبـا عقورا سائبا
مـتـرصـدا ولـكـم يـثير معايبا
أبـدا تـصـد عـن الـبلاد لواحبا
أمـا الـلـئـيـم يظل فيك مشاغبا
وَلـوَى إلـيـك مـن الـمهابة ناحبا
مـنـه الـدمـوع وكان نزفا ساكبا
مَـن كـان مـثـلك للوقائع عاصبا
وتـطـال روحُ الـثـائرين مراتبا
وجـبـهـت فـيـه عواليا وكتائبا
فـيـهـا تـردُّ الإدِّعـاء الـكـاذبا
نُـسـبَـت وكـنتَ لكلّ قولٍ شاجبا
وشـمـخـت رمحا للعراق مُضَاربا
ذرعـا وكـنـت بها الصبور الدائبا
والـمـسـتـجيرَ المستعينَ الحاسبا
والـدرب قـد زرعت حِذاك معاطبا
مـا كـنـت مـثل الآخرين ذنائبا
بـل كـنت نحوهم الشجاع الواثبا
دمـك الـلظى يوري الجحيم لواهبا
فـاخـلـع عليهم ماء وجهك عاشبا
ويـؤلـبـون عـلـى الأسود ثعالبا
لـلإدّعـاء ، ويـبـتـغـونَ مناشبا
ودم الـعـراقـيـيـن زادَ مـساكبا
يـجـري ويـزجي بالصفوف تعاقُبا
قـد أذهـل الـدنيا وراض مَصَاعِبا
وبـه اسـتـعـنـت إليه كنت الآيبا
وعـلـيـك أضـفـى للخلود جلاببا
والـمـرتـجي والغيظ فاض جوانبا
عـصب الخطوب وإن أتين قواضبا
وأبــوة سـارت وراك حـوادبـا
جـلِـدا تـفـيض مشاعرا ومواهبا
فـاضـت دموعك في الوداع غواربا
سـتـكـون أغلى من بنيك مراتبا
سـدّوا عـلـى جيش الغزاة مساربا
يـتـأمّـلـون خـرائـدا وكواعبا
يـسـتـعـجلون إلى الممات مطالِبا
* * *
ضـاع الـعـراق كـما فقدت حبائبا
ولـجـمْـت دمعك في المحاجر ذائبا
لـلـه درك إذ عـقـدت جـنـائبا
جـفـلـت وجـئـت أعزّة وأقاربا
مـثـل الـعـراق يفوح منك أطايبا
ولـكـم سـهرت الليل وحدك ناصبا
وبـكـفـك الأخـرى تـخطط دائبا
يـومـا عـلـى خـيل المنايا جائبا
والـرافـديـن جـداولا ومـنـاسبا
وهـشـيـم صـبري جرّ فيَّ متاعبا
طـابـت إلى كل اللصوصِ مشاربا
مـن بـعـد ما باعوا العراق مناصبا
مـا صـادفـت رجـلا كمثلك راكبا
جـلـد الـشـكـيمة للدوارع واهبا
مـا كـل مـن ضرب وظل مناشبا
مـنـهـا أريـد مـغـانما ومكاسبا
إنـي أرى رمـح الـعـراق مُحاسَبا
راحـت تـعـدّ عـن الدخيل غرائبا
ضـاق الـخـناق فلن تكون الواهبا
وغـدا لـبـغـداد الـعروبة عاطبا
وغـدا الـجـهـاد مع الكفاح مثالبا
لـيـبـيـعـنـا عند الحدود مذاهبا
وتـمـدّ أنـيـابُ الـزمـان مخالبا
غـدرا تـبـيـع لـنا المقال الكاذبا
وهـم لأشـأم مـن عـرفت معايبا
يـتـمـايزون على العراق صواخبا
والـخـالـعون على الغريب مناشبا
لـصّـاً لـيـجـني بالفعال رواتبا
جـوع الـجـمـوع ويملئون حقائبا
كـم خـضـبت بدم الرجولة عازبا
يـسـتـعـذبون دم الشعوب مشاربا
والـحـاقـدون على الرجال عقاربا
* * *
أعـولـن فـيـه ومـا فتئن نوادبا
سـود غـرابـيـب ذبـحن كواكبا
تـغـلي واحمل في ضلوعي اللاهبا
خـبـر الـحـيـاة مجرّبا ومُلاعبا
أفـاقـة مـلـئـوا الضفاف عصائبا
سـدَّ الـفـيـافي للضيوف مَضَارِبا
قـد أشـبعته رؤى الخطوب تجاربا
مـن فـكـره يـهـديـك فكرا ثاقبا
وإذا ابـتـغـيت يجود عنك سحائبا
وبـمـا تـخـط به السطور عواقبا
كـلا ولا هـزّ الـثـعـالبُ شاربا
شـهـدت ونـسمع للمجوس نواحبا
كـنـا ركـبـنـا الضابحات جوائبا
وغـدت حـرائرنا _حشمن_ سوالبا
والـمـوت أصـبح في البقايا ناعبا
وإلـيـه جـاء أخـو الـغواية تائبا
ونـجـز عـن أوداجـهـن ترائبا
حـتـى يـكـون إلى السلامة جالبا
قـولا وجـرّ إلـى الـنفوس متاعبا
بـالـمـارد الـجـبار كان مشاغبا
ولـغـيـره يـتـهـافتون صواحبا
فـمـتى تكون وما صدئت الضاربا؟
كـانـت تـسير إلى الفتوح رواكبا
سـأظـل حـتـف الخانئين مجانبا
أسـرى هـواك فـمن يكون الغالبا؟
وتـشـد أسـري الداحيات غواضبا
وأرومُ مـوتـا في الخطوب وصَاحِبا
كـيـمـا أأودي فـي الصلاة رواتبا
ويـلـوذ من خوف الخطوب مواربا
أو أنـهـم قـتـلـوا لـديّ مواهبا
وأظـل في السود الخطوب مُضَاربا
وأصـب فـيـه على القرود غرائبا
ولأجـهـزنَّ بـكـل مـا بي دائبا
ويـرد مـا ابـتـكر المزوّر شاجبا
وأجـوب فـي هذي الدروب مغاربا
وأظـل شـهـم الـنـفس ليثا واثبا
وأقـود جـيـش الـبـاذلين كتائبا
حـتـى تـروح الـجـحيم هواربا
وتـجـدّ نـحـو الـمكرمات نجائبا
الـجـاعـلـين من الصدور مشاجبا
وعـلـمـت فيها مَن وشى والكاذبا
ومـحـطـمـا غولا طغى ومجانبا
تـسـري عـلى صهواتهن الخاطبا
وركـبـت في دجر الصراع سباسبا
ونـزعـت عـن عفر الوجوه متاعبا
وفـديـت أغـلى من وهبت ربائبا
وكـدروهـا والـويل يزحف عاطبا
ومـتـى أبـا الـشهداء تحسد واهبا
ولـنـا يـجـزُّ الـذابـحون مناكبا
جـيـشـا وفي الأنبار يزحف طالبا
ويـزف فـي فـلـك الدمار نواسبا
حـتـى ومـا يـومـا يصرح عاتبا
الـرائـجـون وكـم تـقيء ثوالبا
مـتـمـثـلا والـمـتخمون معايبا
ومـنـصـبـين على الخزينة ناهبا
وغـدوا بـطوفان الخراب حواطبا
والـشـعـب فـي واد غفى متثائبا
ويـقـدمـون لـه الـدمـاء مـآدبا
قـد كـان يـا سـحر الهوى متناسبا
سـكـن الـشـجا بربوعه ولنا سبا
فـيـهـا أزف ظـنى القلوب معاتبا
وأحـج نـحـوك فـي المهابة راهبا
إلا الـتـي سـكـبـت إليك سحائبا
بـفـمـي وأنـكـرت الشفاه مساكبا
فـي مـهـجـتي وتزيح هما عاشبا
والـصـبـح آسى بالحنين نواصبا
والـشـمـس تمنح للحزانى الواجبا
ابـقـي أغـازل فـي هواك ربائبا
وارفـع عـلـى هام الشموس مناكبا
عـد سـيـدي صار العراق خرائبا
لـلـثـائـريـن ومـن يكر محاربا
وأذود عـن بـلـدي وعـنك عواقبا
بـلـدا تـسـامـي رفـعة وتجاربا
وهـواك جـرّ على المحب مصاعبا
حـشـدوا عـليَّ من الجنون غواربا
شـعـري وأبـقى من هواك الشاربا