ذكريات جرجناز
12تشرين22011
صبري التدمري
صبري التدمري
سـفـوح المرج ما أحلى أصـيلاً والمروج تفوح عطراً ونـاطـور الكروم يجول فيها وتـجـمـعهم دروب قد تلاقت نـهـايتها الوصول إلى بيوتٍ وأقـفـرت البراري من حراكٍ سوى صوت الذئاب تجول فيها تـغـيـر عليه صيداً وافتراساً أحـن لـها حنين الشاة عادت ومـا أحـلى المسير بها نهاراً وأزهـى من حقولٍ قد ترامت وأزهـرت الـسنابل ثم مالت وأشـرعـت المناجل ثم سُنَّتْ وتـنـطـلق الجحافل كل فجرٍ وتـرجع في المساء وقد أحيلت أحـاديـث الرجوع لها ضجيجٌ ومـا أحـلـى بـيادرها أقلت وغـادرنـا الـبيوت تقاء حرٍ ننام على (الشكاير) طول صيفٍ وغـاب الـحر واشتدت برودٌ نـعود إلى البيوت وقد أضاءت وتـنـطـلق الحياة ومن جديدٍ قـوافـل لـلمدارس كل صبحٍ وعـمـالٌ إلـى لـبنان شدوا يـقـيـمون الشهور بها كفاحاً وبـعـد فـراق أهليهم وشوقٍ وسـوق لـلـمدافئ قد أقيمت وحـول لـهيبها سهروا الليالي أحـاديـثٌ وسـمـارٌ تـلاقوا وظـبـيـاتٌ تبش إلى حبيبٍ ولـيـل الـعقد يجتمع الأهالي وإن يـلـق الـقبول به يوفق وأصوات الرصاص وقد تعالت فـهـل يـوماً أعود لها وألقى و(بـشـارٌ) يـغـادرنا سريعاً يـلـف كـما يلف الثوب خلقاً | رباهاونـشـق نسيمها وشذا وراعي البهم يسرح في حماها ويـقـطـف ما تدلى واشتهاها مـفـارقـهـا وراموا منتهاها وقـد جلس الجميع على عشاها وحـتى الطير غادر من سماها تـفـتـش عـن قطيع ثم تاها وطـار الـبـوم ينعب إذ رآها مـن الـمرعى ولاقاها طلاها وجـن الليل حدث عن سراها وفـي فصل الربيع على مداها تـلـوح بـالحصاد وقد أتاها وسوقٌ الحرب قد دارت رحاها ويـحـتـدم اللقاء على ثراها مـروج الـزرع أكواماً وراها وبـشر في الوجوه على عناها هضاب القش تشمخ في علاها وأسـراب البعوض بغت غذاها لـغـايـة درسها وجني جناها على فصل الخريف وقد غزاها قـنـاديـلٌ وظـلـلنا سناها ومـن كتبت عليه خطاً مشاها مـن الـطلاب قد قصدوا بناها وفـي زغرتا اللقاء وما عداها وصـبـراً ما تحمل من شقاها لـهـم عادوا ووقدوا في شتاها فـهـذا بـاعـها ذاك اشتراها وطـاب الشاي من يدمن سقاها عـلى قصصٍ رواها من رواها لـيـخـطبها ويطمع في لماها وقـد ساق الخطيب لهم وجاها لـعـرسٍ بـعـد أيام قضاها وتـسـمـع كل ناحيةٍ صداها أحـبـائـي كما كانوا عساها وحزب البعث شاه الوجه شاها ويـلـقى في الزبالة لا سواها | هواها