صوت نقيق الضفدع
03كانون22015
سعيد عبيد
صوت نقيق الضفدع
سعيد عبيد
(معارضة فكِهة لقصيدة "صوت صفير البلبل"
المنحولة للأصمعي)
صوتُ نقيق أرَّقني إذ ضاق بال فصِحتُ مِن توتُّري: فنطَّ منها واحدٌ وقال في تعجبٍ: سرَّ الجمالِ في الغنا ال ألم يَرُقكَ شدْوُنا؟ أم هل تظنُّ أنني فقلتُ: صهْ ولا تَزدْ فقال: بلْ أنصتْ إلى وانظرْ إلى تفنُّني فصاحَ: قا قَقا قِقي وقرْ قَقَرْ قَقرْ، أذا عجبتُ من هذا الفتى حتى بَكِمتُ مُطْبِقا وإذْ رآني واجما وظنَّ أني مُعجَبٌ عرَّفني بنفسهِ يدعونني قُراقرا بْ وجَدِّيَ المُقَرقعُ ابْ وهذه قبيلتي وقام بين قومهِ أو قائدٍ لِجوقةٍ وقال: يا ضفادعي قالتْ: قَقَرْ وألفُ قرْ وقال: يا عَلاجمي فقعقعتْ وقعقعتْ وقال الاَنَ قرقِري فقرقرتْ وقرقرتْ ثم أشار حازما وقال: ليلُنا صفا فلتُسمعيه الآنَ ما فأخفضتْ نقيقَها ونقنقتْ بِحُزنِ منْ ولم أكدْ أُطيقها فصِحتُ: لا لا لا لَلاَ يكفي فقدْ أذقتِني شَققتِ رأسي شِقَقًا وكاد قلبي من أسًى حرَمتِني حُلوَ الكَرى ألا اخرسي واطوي لِسا ثم انثنيتُ هاربًا غلَّقتُ كلَّ فُتحةٍ مُحوقلاً مُسترجعًا وإذْ ذكرتُ خَيبتي إذ لم أفُزْ بمنزلٍ عضضتُ مِن ندامتي لو علمتْ بي أُمّتي يا ليتَ كنتُ مُبتلًى كأن شدوَهُ الشَّجِي يسبي القلوبَ رِقّةً فأينَ منهُ الهُجْرُ يا | الضفدعأقضَّ طِيبَ مَضجعي قَرْقَرْقَراتِ مَسمعي يا جيرةَ السُّوء اهجعي مِن غير ما تَوقُّع ما بالُ أذْنٍ لا تَعي مُسجَّع المُرصَّع؟ أذاكَ من تَورُّعِ؟ في الفنِّ مَحضُ مُدَّع؟ فقد أثرتَ مَوْجعي صوتي الرخيمِ المُبدع في النقنقات الأربعِ وقغْ قَقَغْ وقعْ قعِ يكفيكَ أم لم تشبَع؟ اَلبالغِ التنطُّع وكدتُ ألقى مَصْرَعي كالأبلهِ المُزَعزَع بِنُكرِهِ المُقرقِع وقال لي: اِسمعْ وعِ نَ نقنقَ بنِ قَعقَعِ نُ غَيْلمِ المُقفَّع[2] مهدِ الصِّبا ومَرتعي مِثل الخطيب المِصقَعِ فَذٍّ قديرٍ ألْمَعي قَرْقَرْقِري غَنّي معي للسيد السَّميدَع نِقّي نَقيقَ القَعقع مِلءَ الفضاء الأوسعِ للحرب كالتفرقُع مثلَ الرُّعود الوُقَّع أنِ اسكُتي وأقلِعي للساجدين الرُّكَّع يسْبي قلوبَ الخُشَّع كخفضِ ذات بُرقُع يذوبُ مِن تضرُّع حتى دعاها: رَجِّعي أرجوكِ لا لا تصنعي مَرارةَ التَّجرُّع من شدة التصدُّع يَخِرُّ بين أضلُعي حتى أفضتِ مَدمَعي نَكِ الشقيَّ وابْلعي مِن قَرقرِ المُستنقع في البيت دونَ مَخدَعي والأجرُ للمسترجِع مِن صفقة التسرُّع كما ادّعى لي مَطمعي كَفّي فطارتْ أصبعي ما استشهدتْ بالكُسَعي[3] بِبُلبلٍ كالأصمعي[4] وَحْيُ مَلاكٍ أرفعِ بِلحنهِ المُوَقَّع صوتَ نقيق الضّفدع؟ |
[1] - شاعر من المغرب، صدر له "مكابدات في الطريق إلى النور".
[2] إشارة إلى قصة القرد والغيلم في كتاب "كليلة ودمنة" لعبد الله بن المقفَّع.
[3] في المثل "ندمتُ ندامةَ الكُسعي"؛ وقصة ندمه بعد أن كسر قوسه مشهورة. وهو القائل:
ندمتُ ندامةً لو أن نفسي = = تُطاوعني إذًا
لقطعتُ خُمسي
تبيَّنَ لي سفاهُ الرأي مني = = لعمرُ أبيكَ حين كسرتُ قوسي
[4] من أشهر علماء اللغة العربية (ت 218 ه). نسبت إليه القصيدة المعارَضَة، وهو منها براء.