يا رُوْحَ زينب حَلِّقي بِسَمَائنَا
01تشرين12011
محمد جميل جانودي
محمد جميل جانودي
| بَـكَتِ الْعُيُونُ على البَتُوْلِ الطَّاهِرَةْ هَـمَـتِ الْـعُيُونُ وقدْ تفَجَّرَ حُزْنُها يـا بِـنْـتَ حِمْصَ إلامَ أنْتِ فريدةٌ رِفْـقًـا بِـنَا يَا بِنْتَ حِمصَ فَرَكْبُنا حَـثّ الـشّـبَابُ خُطَاهُمُ في ثَوْرةٍ فِـيْ وَجـهِ منَ سلبَ الأنَامَ حُقُوقَهمْ حـثَّ الـشَّـبَـابُ خُطَاهمُ تَحْدُوهمُ رامُـوا الـثُـرَيَّا كي يَطَالُوا نَجْمَها عَجِبُوا منَ النّورِ الْمُسَطّرِ في الدّجَى مَـنْ هـذِهِ كَـيْفَ ارْتَقتْ لِمقَامِها؟ مَـنْ هَـذه؟ مَـنْ لَخَّصَتْ بجَبيْنِهَا نَـظَـرُوا إِلَـيْهَا ثُمَّ غَضُّوا طَرْفَهمْ لا تَـعْـجَـبُـوا يَا إِخْوتيْ أَنَا مِنْكُمُ أَنَـا زَيْـنَبُ الْحُصْنيّ بنْتُ ديَارِكُمْ أنَـا مَـنْ رُمِيْتُ بِما ادّعَوا مِنْ فِرْيَةٍ أَنَـا مَـنْ أتَـاهَـا حَـاقدٌ مُتَوَحِّشٌ ذَنْـبـيْ بِـأَ نّي أُخْتُ لَيْثٍ غَاضِبٍ جَـاؤوا إلَـيَّ وحِـصْـنُـهمْ دبّابَةٌ وَنُـزِعْـتُ من أحْضَانِ أَهْلِي عُنْوَةً وتـسـابَـقَ الأوْغَـادُ في تَعْذِيبِهِمْ يَـتَـضَـاحَـكُـونَ كأنَّهُمْ في حفْلةٍ بِـسُـيُـوفِـهِمْ قُطِّعْتُ إِرْبًا وانْبَرَتْ حـتّـى إِذا مـا أيْـقَـنَتْ وتوثّقتْ صَـعَدَتْ إلى الرَّحْمنِ تَشْكو مَا بِها وغَـدَوتُ طَـيْرًا فِي ريَاضِ جِنَانهِ وأتَـيْـتُـكُـم في حُلْيتي وعَبَاءَتي فـامْـضُوا ولا تَتَرَاجعُوا يَا إخْوتي قُـولـوا لأمّـيْ أنّ تَـاجَ شَهَادَتي هُـبّـي عَـلـيْـنـا يا نسَائمَ جَنَّةٍ مـا كـانَ بـدْعًا يَا جِنَانَ الْخُلْدِ أنْ زُفّـتْ إِلَـيْكِ عَروسُ حِمصَ بليلَةٍ يَـا رُوحَ زَيْـنـبَ حـلّقي بِسَمَائِنا يـا رُوحَ زيْـنـبَ غرِّدي بهِضَابِنا إنَّ الـزَّيَـانِـبَ فـي الشآم كثيرةٌ كـمْـ زيْنَبٍ في سَاحِ ثَوْرتِنَا قضتْ كَـمْ زَيْنَبٍ مِثْلِ ابْتِهَالٍ والعُلا([1]) يَـا آلَ زيـنـبَ أَبْشِروا إنَّ المَلائِ يـا شَعبَ زَيْنبَ، إنَّ زينبَ ترتَجي يَـا أُخْـتَ زَيْـنبَ إنّ مَوْعِدَها غدًا يَـاَ شـعْـبَ سُورِيّا الأبِيّةِ أنْصِتُوا كُـونـوا حُـمَاةَ الثّورة الكُبْرَى فقَدْ وبِـتُـونُـسَ الْخَضْرَاءِ يَوْمَ تلألتْ وهُـنَـاكَ فِـي الْيَمنِ السّعيدِ أَحبَّةٌ يـا شَـعْـبَ سُوريّا الْمؤصّلَ مَنْبِتًا هَـذي الـضَّـفَائِرُ كُنْتُ قَدْ خَبّأْتُها مِـنْـهَا اصْنَعُوا حَبْلَ النَّجَاةِ لِغَارِقٍ وبِـهَـا اشْنُقُوا أعْتَى الطّغاةِ وركْبَهُمْ | دَمْـعًـا تَـلأْلأَ كـالْجُمَانِ النّاضِرة يَـرْوِيْ حِـكَـايَـة حُـرّةٍ أوْ ثَائِرةْ فـيـكِ الـعُقُولُ بِمَا انفَرَدْتِ لَحَائِرَةْ يَـمـشي الْهُوَيْنى في دُروبٍ جَائِرة غَـرّاءَ فـي وَجْـهِ الذّئابِ الْغادرةْ وفِـعَـالُـهـمْ فـي كل قُبْحِ سَافِرةْ قِـيَـمُ الـتّحَرّرِ منْ عُصُورٍ غَابِرَةْ فـرَأَوْكِ مِـنْ فـوقِ الثُريّا ظَاهِرةْ فَـتَـسَـاءَلُوا عنْ سِرِّ شمسٍ بَاهِرَةْ أنّـى لـهـا بينَ العُيونِ السَّاهِرة!؟ مـا سَـوفَ تُبْدِعُهُ الْجُمُوعُ الهَادِرةْ فَـرنَـتْ إلـيـهِم بالحَقِيَقَةِ جَاهِرةْ أخـتُـ الشّهيْد وقدْ قضى بِمُظاهَرةْ بِـنـتُ الْـبُـطُوْلَةِ والدّيَارِ الْعَامِرةْ وسَـعَـيْـتُ فـيْما سُمِّيَتْ بِمُؤامَرةْ فـاغْـتَـالَـهَا وقْتَ العِشَاءِ الآخِرةْ قـادَ الـتّـظَاهُرَ في أَتُوْنِ الْهَاجِرةْ ويَـقُـوْدُهـمْ مِـسْـخٌ لأُمٍّ فـاجِرةْ فَـوَجَدْتُ نفسيَ في صَحَارَى مُقْفِرةْ لـيَ بـالـسّياط وفي مَشاهدَ سَاخِرةْ ويُـعَـرْبِـدونَ كـأنّهمْ في مَخْمَرةْ روْحِي لِتشْهَدَ ما جَرَى فيْ الْمَجْزَرةْ مـنْ سـوءِ أَفْـعَـالٍ لهمْ مُسْتَقْذَرَةْ فَـغَـدَتْ بـثَـوبِ حَـنَانِه مُتَدَثّرَةْ ونَـعِـمْـتُ فِي خَيْراتِها الْمُتَكاثِرةْ حَـتَّـى أكُـونَ مُـعِيْنَةً ومُناصِرَة إنّـي لَـكُـمْ بالنّصْرِ جِئْتُ مُبَشِّرةْ يَـأتـي لَـهَـا ولِـوالِدِي بِالمَغْفِرةْ فـي لَـيْـلَةٍ جاءتْكِ زَيْنَبُ صابِرَةْ تـتَـزيَّـنـي، فَـلَقَدْ أتَتْكِ الطَّاهرَةْ سـوداءَ مـظْـلِمةٍ فَصَارَتْ مُقْمِرةْ فَـنُـسُـورُ ثَـوْرَتِـنا إِلَيْهَا طائِرةْ فـأُسُـودُ ثَـوْرتـنـا عَلَيْها زائِرَة يَـبْـغـيـنَ صـدَّ فِرَنْجةٍ وأكاسِرةْ كـمْ زيْنبٍ في الرَّكْبِ كَانَتْ حَاضِرَةْ كـانَـتْ بِـقَـافِلَةِ الشّهيْدِ مُسافِرة؟! ئِـكَ حَـوْلَ زيـنبَ يَمنةً أو ميْسَرةْ إقْـدَامَـكُـمْ، كُـونُوا لِزَيْنَبَ مَفْخَرةْ لُـقـيَـاكِ فـي جنَّاتِ عَدْنِ الآخِرةْ لِـوَصِـيَـةٍ مـن زَيْـنبٍ مُتَواتِرةْ لاحَـتْـ بَشَائرُ نَصْرِها في الْقاهِرةْ وبـهـا اسْـتَضَاءَتْ لِيْبِيَا مُسْتبْشِرةْ مـأسُـورةٌ لِـقُـلُـوبِـنا أو آسِرَةْ أهْـدِيْ الـضّـفَائرَ بالدِّماءِ مُعَطَّرةْ بـيـنَ الـدّمَا، أنْعِمْ بِهَا مِنْ سَاتِرَةْ يَرْجُو الخَلاصَ مِنَ الوُحُوشِ الكاَسِرةْ مِـنْ حِـقْـدِهم تغْدُوْ الشآمُ مُحَرّرةْ |
([1]) عُلا ياسر جبلاوي وابتهال الخويلد الأولى طفلة صغيرة من اللاذقية كانت في السيارة مع أبيها فأطلقت عليها النار فقتلت، والثانية ابتهال أصيبت برصاصة فأدى ذلك إلى بتر ساقها.