اعتذار لكليب الذي يعرف البيت إذا جدّ جديد
اعتذار لكليب
الذي يعرف البيت إذا جدّ جديد
محمد جربوعة
قلتَ لي في سكرة الموتِ بلومٍ:
" لا تصالحْ "..
كان في عينيك صوتٌ عربيٌّ
وقناديلُ انطفاءٍ
واستغاثات قرائحْ
وأنا ما كنتُ وجها أعجميا
أو إماما وثنيا
دون وجهٍ
وبلا أيّ ملامحْ
ماتت الأوراق في روحي
وجذع الحزن باقْ
كلما ضاق النطاقْ
أقرأ القرآنَ سرا
وأصلّي
ثمّ أُخْلي
هاتفي الجوّالَ من بعض الرفاقْ
لن أصالحْ
دمعك الزّهريُّ حلوٌ
غير أنّ الدمع في عينيّ مالحْ
أوصِني شيئا قليلا
ثم دعني
فأنا أعرف كيف الثأر ينمو
مثل جذع السرو في رمل الجوانحْ
كسَروا عينيك غدرا
مثل شبّاكين ظهرا
فهوى ذاك الزجاجْ
بعد هول الارتجاجْ
أنا لا أملك للثأر احتجاجا
غير أني أمسح السيف بكمّي
وأغنّي كهزارٍ
لربيعِ الاحتجاجْ
وإذا صالحتُ يوما
بين سيفين ونطعٍ
وعلى البث المباشرْ
فاعرِف الأمرَ جليّا
أحدُ السيفيْن فوقي عربيٌّ
ثم إن النطع تحتي عربيٌّ
عربيّ عربيّ عربيّ
وعلى كل المحاورْ
وأنا كنت وحيدا يا ابن أمّي
بين عمّين وجدّي
وبلا أيّ مناصرْ
فاعذر القلب قليلا
فأنا قد كنتُ وحدي
ثائرا في ألف غادرْ
اعترِفْ أنّا أضعنا
يا كليبُ المهرتينْ
اعترف أنا خسِرنا
الحرب فعلا
مرّتينْ
فافهم الأمرَ
فإنّ الحرب سيف في يدينْ
وعلى الظهر رجالٌ
لا نفاق بينَ بينْ
أَصْلِحِ الأمرَ إذا شئتَ
أنا الآن ببيتي
كافرٌ بالمرحلهْ
أكتبُ الشعرَ
وأُمضي الوقتَ بين الفعللهْ
وأصلّي..
أختم القرآن في الشهرِ
وأبكي لحروف القلقلهْ
فإذا جدّ جديدٌ
تعرف البيتَ..
وتدري
كيف تهدي البوصلهْ