ما بدل الماضي غنائي
ما بدل الماضي غنائي
فراس حج محمد /فلسطين
أنا ضدّ يأسي والأسى
أنا ضد من غالوا الحُدا
أنا ضد أحلام السدى
أنا ضد أيامي التي انتهكت
حرماتها وذابت في الصدى
أنا لن أكون لغير أيام تزغرد
بالمنى
رقصت على ناي المذابح تستهدي
الهدى
ها قد تبتلت الجروح، وبرؤها ذاك
النِّدا
ملأ الفضاءَ،
فصفد السيفُ الرويُّ جنونه
وأعاد آمال الندى
رسم النجوم بروحه من حول هالات
الفضا
وعدا يُجَمِّع من مات في الوهم الطريد
جيشا للرؤى
منه الإمارةُ والسيادةُ
والسماحةُ والرجولةُ
واللطافةُ والخشونةُ
والجنوحُ معَ الطموحِ
معَ الرضا
ويبارك التيار مصبوغ الحنين إلى
المُدى
قطرت بالنفس
ماء الوعد
زهر العهد
نهر السعد
بحر الشهد
شلال الفدا
وتقدست آياته تتلى بمحراب النبيّ
نحو الشرق،
يسمع شوقها
يندى على وقع الحياة تصاغ
من بعد الردى
جلّت له القدراتُ
وارتحلت عطايا الحرف
والصورُ الشريدةُ
واستلها المعنى بألّاف تمجِّد
ما صفا
ريح أتت
هبت
يقلّبها الوجعْ
فصحا النهوضُ
وسار يدرج كالبجعْ
يختال من عري الحقيقة في السماءِ
وقد جمحَ الرحيقُ
وصانه الورد المحلّى
والكلام العذب يا آي الشذى
ماتت بأموات الخنوع
روايتي
وشدها عرق تقضُّ مضجعه
المرايا والدمى
والليل ودع بؤسه
واليأس كفن حزنه
والحزن بدّل شدوه
والشدو ماج بصبحه
والصبحُ غنّى وابتدى
ما عاد هذا القادم المجهول يُخفي
شره انكشفَ،
الجبانُ وسحرَه
محروقُ النوى
أنا لن أكون الضد، فالضد انتهى
أنا لن أكون اليأس، فاليأس اكتفى
أنا لن أكون البؤس، فالعيد أتى
غنى الغناءُ بشجوه، والصفو سار مع المدى
وأنا أنا
وأنا أنا
وأنا أنا
ما بدل الماضي غنائي
يا جماهير الغنا.