عندي عتاب
يحيى السَّماوي
عندي لقلبكِ يا رؤومُ عِتابُ :
غرسي ثوابٌ والحصادُ عِقابُ !
فلتصفحي عن ناسِكٍ محرابُهُ
عيناكِ .. والثغرُ الطهورُ كِتابُ
ألقيْتِهِ في بئرِ حزن ٍ خبزُهُ
وجَعٌ ... وآهُ الأصغرينِ شرابُ
وتركتِهِ نهبَ الهموم ِ فليلهُ
سُهْدٌ .. وأمّا صُبْحُهُ فعَذابُ
سُحُبي مُعَطّلة ٌضروعُ غيومِها
منذ اختصَمْنا فالحقولُ يَبابُ
بالأمسِ كان التّبْرُ بعضَ تُرابنا
واليومَ ياقوتُ المَشوق ِ تُرابُ
فمَنِ المُلامُ؟ الدّهرُ وهو مُخاصِمي ؟
أمْ نهرُ حظي والمياهُ سَرابُ ؟
تَعِبَتْ سطوري من حروفِ سؤالِها
وذُلِلتُ لمّا عزَّ منكِ جوابُ
عندي عِتابُ لو نطقْتُ ببعضِهِ
زعَلَ العِتابُ وكان منهُ عِتابُ
شَمَتَ الأحِبَّةُ بالفتى ... وأمَرُّها
عند الفتى أنْ يشمتَ الأحبابُ
بالأمسِ كنتُ إذا ظمِئتُ حَلبْتِ ليْ
شفتيكِ لو جفَّ الندى وسحابُ
وأنَبْتِ عن فانوسِ ليلي مُقلة ً
فأنا وأنتِ : الجفنُ والأهدابُ
كيف اسْتحال الوردُ سوطا ً؟والندى
جَمْرا ً؟ وإثماً يا بتولُ ثوابُ ؟
***
أأنا عدوّي أستحثُّ على دمي
سيفي لِتُغوى بالنزيفِ ذئابُ ؟
جَهّزتُ تابوتي فهل جَهّزتِ ليْ
غُسْلا ً بهِ من عذبِ فيكِ رضابُ ؟
لا توصدي الشطآن دون سفينتي
ماعاد ليْ عن شاطئيكِ إيابُ
قد جئتُ توّابا ً يقودُ قوافلي
ندمٌ .. وعفوكِ مطمَحٌ وطِلابُ
قُولي عفوتُ لِيسْتعيدَ حبورَهُ
قلبي .. فعفوكِ للمسرَّة ِ بابُ
أضحى ذبيحَ العُودِ يستجدي الصدى
صوتا ً ويرثي لحنهُ " زريابُ "