حقناً للدماء... ارحل

كتب أحد الأصدقاء يقول:

برغم ضياع ما يربو على مليون مستقبلْ ..!

وبعد بلوغك التسعين أو أدنى ..

وذلك عمرك الأرذلْ ..!

أما آن الأوان لكي تراعيَ حقك المهملْ ..؟!

حكيمَ زمانك المُنزَلْ :

ألا ترحلْ ..؟!

وقد طلب الأنامُ إليكْ ..

وقد ثارت جزيئاتُ الهواء عليكْ ..!

ألا ترحل ..؟!

إذن قل لي متى ترحلْ ..؟!

إذا حوّلتَ جنّة ربّنا نارا ..!

إذا هدّمتَ كعبتنا ..!

وبات الحُلم أحجارا ..!

إذا أدمنت من عَبَراتنا ودمائنا تثملْ ..!

ولم ترحلْ ..!

إذن قل لي متى ترحلْ ..؟!

إذا غيّرت لون الماءْ ..

إذا بدَلت طعم محاسن الأشياءْ ..

إذا أذهبت عطر الوردِ ..

واغتلت النضارة فيه صبح مساءْ ..!

إذا أفسدت صنع الله في إبداعه الأولْ ..!

ولم ترحلْ ..!

إذن قل لي متى ترحلْ ..؟!

إذا غيّبت خلف الشمس آمالا ..

إذا أسكنت جوف الأرض أجيالا ..

إذا شوهت في الأرحام أطفالا ..

إذا ألّهت دون الرازق المالا ..

إذا أعلنت أنك ربّنا الأعلى ورحت من المرارة تشتكي الدنيا ..!

ولم تخجلْ ..!

ولم ترحلْ ..!

بربّك قل متى ترحلْ ..؟!

بدونك إنها أفضلْ ..

بدونك إنها أجملْ ..

بدونك إنها أمثلْ ..

وها هي تتفل القبلات فوق يديك: يا ذا المنّ فلترحلْ ..!

جعلت بلادنا أهوى بنا من حبّة الخردلْ ..!

فهيّا ارحل ..!

جعلت جدودَنا وتراثَ أمّتنا من التاريخ يلعننا

ويحسد نيلُنا الجدولْ ..!

فهيّا ارحل ..!

جعلت الغرب يركب ظهرنا والشرق يضرب بطننا

وجعلتنا مسخاً ..

فلا نعملْ ..

ولا نأملْ ..!

فهيّا ارحل ..!

جعلت الناس تهوى النوم في البرّ ِ ..

وتهوى الموت في البحر ِ ..

ولا تخشى الدعاء عليك في السرّ ِ ..

وفي الجهر ِ ..

ولم توْجلْ ..!

فهيّا ارحل ..!

أتتك الثورةُ العظمى ..

تقول الْحق بـ"زين العابدين" الآن ..

ولْتعجلْ ..

فإنّ الشعبَ لن يخملْ ..

وإنّ الله ربّك حيثما يأخذْ ..

فلن يُهملْ