صَهيلُ الخيالِ
صَهيلُ الخيالِ
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
سـمـاؤكِ لـوْنٌ مـن المرْمرِ
وفـيـها انتثارُ النّجومِ الكُسالى
تـنـاثـرَ فـيها بهاءُ الغُيوبِ
ومَـا مَـرّ حـتّى ببالِ الحقولِِ
عـزفـتُ عـلى أضلعي نغمةً
فـأصغتْ معي ساجعاتُ الطيورِ
فـجـئـتكِ فوقَ صهيلِ الخيالِ
وزرْتُ أنـا روضـةَ الأمنياتِ
وكنتِ ارْتماءَ الندى في الغصونِ
أهـدْهـدُ فـيَّ انـتماءَ اللحونِ
وجـدْتُ بـقـايا خيوطِ الجمالِ
فكنتِ آخضرارَ حروفِ الجراحِ
أتـاكِ بـه شـهـقةُ الاغترابِ
يـغـالـبُ خطوَ الفؤادِ الحزينِ
أتـاكِ حَـوى كلَّ حبّ الجنونِ
وجـاءَكِ يـحـمـلُ في مقلتيْهِ
طـرقْـتُ فؤادَكِ عندَ الغروبِ
فـفـتّـح كـلّ دروبِ الوِصالِ
إلـيَّ أنـا فـارقـت غـيمتي
ولـمْ تُـعشبِ الأمنياتُ الصِّغارُ
وَهـاجـرَ عـنّي صفاءُ الزّمانِ
فـهَـيّـا إلـيـهِ وَهَـيْتَ إليكِوفـيـهـا جمالُ الفنونِ انظُري
تـنـادي إلـى غيمِها المُمْطرِ
وفـيـهـا الذي فيكِ لم يخْطُرِ
عـنـاقـيـدَ من كرمةِ العنبرِ
ودقّ بـسـمـعِ المَلا مِزهري
تـرجِّـعُ عـزْفَ الهوى الأندرِ
وجـزْتُ سـحابَ دمي الأحْمرِ
وفـتّـشْـتُ عن ظلّها الأسْمرِ
عـلـى رقـصهِ نامَ نهدٌ طري
إلـى عـالـمٍ بـالـرؤى مُقمِرِِ
تـشـدُّ يـدي فـي سَما دفتري
وكـنـتُ الـنـداءَ إلى السّمَّر
ويـسْـكـرُ من صوتِكِ المسْكرِِِ
لـيـعـبـرَ للشّاطئ الأخضرِِِ
ومـلءُ يـديْـهِ نـدى الـسّكَّرِِِِ
دمـوعَ الـحَزانى لها صوّري
وكـأسُ شـرابـكِ لـمْ يَحْضرِِ
وقـالَ لـقـلـبـي إليَّ آعْبرِِ
سـنـابـل حـقـلي فلم تثمرِ
ومـاتـتْ عـلى موجِهِ المُبحِرِ
وَمـرَّ قـطـاري بـلا مُشتري
وَسـورُ الـتـوجّعِ هيَّا آكسري