قيد الأسيرة الفلسطينية "صمود"
25كانون12010
أ.د. محمود السيد داود
قيد الأسيرة الفلسطينية "صمود"
يتحدث من سجن الرملة (1)
أ.د. محمود السيد داود
أستاذ السياسة الشرعية المشارك
بجامعة البحرين وجامعة الأزهر
أعـمـارنـا فـنيت والشعر قـد شـاهـدت عـينه الأزهار دامعة الـمـاء فـى غصنه كالمهل من سقر والـقـيـد من غصة ضجت جوانبه يـسـتصرخ الناس من ياقوم يكسرنى وكـيـف أقـوى عـلـى زهر أقيده إنـى الـغـريـب وإنى فى محافلهم أصـيـح فـى عـالم ياقوم : مغترب إن تـلـزمونى بأيدى الزهر فاعترفوا يـا أيـها الناس من يرضى بمظلمتى ومـن يـقـول بـأن الـقـيد ناسبه يـاقـوم مـهـلا فعندى للورى خبر * * * يـاقـوم إنـى سـئمت العيش فى بلد يـريـد أن يـرتـقى فى الظلم قمته وأراه فـى "الـنقب" شيئا من فظائعه أسـروا الـصمود ونالوا من كرامتها أسـروا الصمود وشدوا طرف ملبسها ولـقـد أرادوا لـهـا التفتيش عارية قـامـوا بـتـعذيبها كبرا على عجل شـدوا الـوثـاق بلا منٍّ ولا عوض والـوحـش مـن خسة طالت مخالبه قـد لـوث الوحش عند الأسر تربتها لـكـن زهـرا مـن التنزيل مشربه فـكـيف فى أرضها والقدس موطنها وكـيـف يـقوى على تخويف عالمها * * * يـا أيـهـا الـناس من يرنوا لصامدة يـا أيـهـا الناس ذاب القيد فى يدها يـأ أيـهـا الناس ذاب القيد فى يدها والأرض مـن تـحتها غضبى وآسفة فـى الغاب دوما يعين الوحش صاحبه والـعرب فى عصرنا لم ينصروا أحدا لـم يـسـمـعـوا بدفاع عن كرامتنا مـن قـبـل كانوا إذا مست كرامتهم والـيوم لا محفل فى الأرض يجمعهم يـأيـهـا الناس من يحيى ضمائركم ومـتـى يعود الهدى من بعد عاصفة ومـتـى لأعراضكم تصحو جحافلكم يـاقـوم إن لـم تغيثوا الزهر من ألم يـا قـوم إن لـم تغيثوا بعض أنفسكم | والأدبوالـقـدس فـى طهره ما زال ينتحب جـمـعا كريما وكأس الأسر قد شربوا والـسـوط فـى ظهره يكوى ويلتهب مـن فـرط غـيظ لعل الغيظَ ينسكب إنـى عـلـى معصم يرنو له الذهب فـيـه اللهيب وجسمى منه يضطرب فـى سـاحة الأسر استجدى وأرتقب أفـلا يـعـود إلـى الأوطان مغترب أنـى الأسـيـر وغيرى أسرهم كذب أيـروق لـى عـندكم الظلم والكرب ذل الـحـديـد فـلا عرق ولا نسب إن الـقـيـود لـظـلـم الحر تكتئب * * * الـقـهرُ فيه، بنى صهيون يصطحب فـأتـاه مـن صـحبه الفعل والكتب وبـبـطن " رملة " جاء الفن والعجب والـزهـر فى أرضه يأتى له العطب كى يحلو العرى فوق الطرف واللعب وهـى الـتى كانت فى العين تحتجب قـوى الـعـذاب ولم يعرف له سبب وأتـوا على حقها فى العز واعتصبوا أوراقـها الخضر عل الزهر يحتطب حـتـى تـقـوم من الميدان تنسحب ولـو بـساح الوغى للأرض ينجذب وهـى الـصـمـود وللعلياء تنتسب وهـى الـثبات فقل لى كيف ترتعب * * * والـغـوثَ فـى همة من أسرها يهب ومـن الـحـياء يذوب القيد أو يجب والـصـخـر فى دمعه يدنو ويقترب ومـن الـبـكـاء لها تتفطر السحب ويـظـل فـى نصره يقوى وينتصب وعـلـى الطريق لأخذ الحق ما ذهبوا ولـم يـمـر بـهم فى شرعهم طلب تـاقـوا إلـى محفل أو رنت الخطب ولا كـلام ، و مـات الأسـد والنجب ومتى يموت الهوى فى النفس والطرب ومـتـى يـكون لكم فى دهركم إرب ومـتـى برب الورى يستيقظ العرب مـا ذنـب قيد على التعذيب ينسحب إنـى لـدى الله فـى التعذيب أحتسب |
([1] ) ـ اعتقلت الأسيرة الفلسطينية صمود حسن كراجة، 22 عاما، بتاريخ 25/10/2009، وقد تعرضت لاعتداء وحشى على يد ما يسمى قوات "النحشون الصهيونية"، فى سجن الرملة، حيث ضربت ضربا مبرحا بواسطة القيود والكلبشات مما إدى إلى إصابتها بجروح بالغة ورضوض فى كافة أنحاء جسدها ، وأرادت قوات السجن أن يفتشونها تفتيشا عاريا، إلا أنها رفضت ذلك بشده، وقد نقلت يوم 8/11/2010 من أجل محاكمتها فى محكمة عوفر، وقد وضعت هناك فى زنزانة قذرة مليئة بالصراصير وغيرها، وفيها وفى غيرها من زهور القضية الفلسطينية من أطفال وفتيان وفتيات القدس كانت هذه القصيدة، وقد جاءت حديثا على لسان القيد ذاته.