معذرة أيُّها العيد

علي عبد الله البسّامي - الجزائر

[email protected]

هل أبتسمْ !!؟...

وأخي يُجَرْجَرُ في المظالمِ و القيودْ

هل أحتفلْ !!؟...

والقدسُ ترْزَحُ تحت أقدام اليهودْ

هل أفرحُ الفرحَ الغبيَّ وأمَّتي ...

أضحتْ تمزَقُ بالمفاسد والرَّدى !!؟

ويهدُّها داء التَّخاذلِ والجمودْ !!؟

يا عيدُ ارحلْ لا تعدْ ...

حتَّى تُطِلَّ الشَّمسُ في ليلٍ يدكُّ سلامَنا

ولقد زَجَى الألبابَ في أوطاننا ...

نحو المآثم والتَنكُّد والصُّدودْ

يا عيدُ ارحلْ إنَّنا ...

نخطو على قَفْرِ المواجعِ والأسى

وتعثَّرت أحلامُنا بين الحواجز والسُّدودْ

الحقدُ ينخَرُ جمعَنا ... والدِّين يُرمى بالتَّنكُّر والكُنودْ

ونيوبُ أعداءِ الحياةِ تمكَنتْ ...

وتجاوزتْ في نهشنا كلَّ الضَّوابطِ و الحدودْ

يا عيدُ معذرةً فإنَّ دماءنا ...

قد لوَنت كلَّ الأهلَّة فاختفتْ ...

تلك المواويلُ التى تُبنى على بِيضِ الأهلَّة في الوجودْ

وقدِ ارْتدتْ أيّامُنا ثوب الحدادِ وأدبرتْ...

منذ اختفتْ راياتُ أشبالِ الهدى

وتنكِّست فينا البنودْ

منذ انطلقنا عكسَ آثار الجُدودْ

ياعيدُ ارحلْ وارتقبْ

فلعلَ أمَّتنا التى بَعُدتْ عن الدَّرب المنيرِ...

تقاومُ المَيْلَ الذي أوهى المكارمَ أو تعودْ

ولعلَّها تُحي المآثر في الورى بعقيدةٍ تبني الضَّمائر للصُّمودْ

ولعلَّها تقضي على سدٍّ بناهُ بنو الصَّليب نكايةً وبنو اليهودْ

ولعلَّها تحي الشُّعوب بفيضِ آيات الكتاب ويختفي ...

منها التَّضعضعُ والتَّهافتُ والهُمودْ

وعندها يكسو الهلالَ بياضُه

وتُشعشعُ الأرضُ الكئيبة بالأ زاهر والورودْ

وعندها يصحو الزَمانُ مناديا بعد التَذمُّر والشُّرودْ

يا عيد أقبلْ ... فالنُّفوس طليقةٌ ...

قد آن للفرح النَّقيِّ من المذلَّة أن يجودْ

***

ياعيد ارحلْ ... لاتعدْ

حتَّى تُطهَّر قدسُنا من سطوةِ الجنس الحقودْ

حتَّى يُخلَّصَ رافدا أرض العروبة والهدى ...

من قبضة الغازي اللَّدودْ

حتَّى تُجنَّب أمَّةُ السُّودان صعقة باطلٍ ...

تسطو بها تلك القلاقلُ والرُّعودْ

حتَّى يفيئ بنو الهدى في أمَّة الصُّومال نحو مليكنا الهادي الودودْ

حتَّى نرى اليمن المُصدَّعَ نائيا ...

عن ورطةٍ أَمنيةٍ تُرديه في قعرِ اللُّحودْ

حتَّى تثورَ غريزةُ الدَّفْعِ العزيزةِ في الدِّ ما

وتَهُبَّ حاملةُ الهدى من رقدة قد ملَّها جَنبُ القُعودْ

حتَّى تُحرَّرَ أمَّةُ الإسلام من أغلالها

من آثامها ...

من آلامها ...

وتعودَ للذَّكرِ الحكيمِ لكي تَعزَّ بهديِه ِ

بلْ كي تسودْ