قالت لك الدنيا
06تشرين22010
حسن النيفي
(إلى الشاعر الكبير محمد منلا غزيل)
محمد منلا الغزيّل
حسن النيفي
خـذ مـا بـنبض الكون من واحـضن طيوف النور راعشة السنا لـك بـردُ أنـدائي وصفو سرائري خـذ مـا تشاء فقد جلوتُ لك المنى لـك نُـعـمـياتي هاكَ خمرتها ولا خـذ زهـو أيـامـي وحلوَ لذائذي واحـلـم ربيب الحسن في ظلي كما خـذ مـا أجـنُّ ومـا أبين ولا تدع هـذي ابـتـهـالاتي إليك فما الذي أتـراك تـصبو أن تصدَّ عن المنى قـالـت وقـالت : يا لخيبة دعوتي فـهتفتَ ملء الكون : ويحكِ فاسمعي أنـافـي شـغاف الكون نفحٌ عاطرٌ أشـرقـت بـالـتوحيد يلهج خافقي مـن كـوثـر الـتوحيد كأسي ثرة ولـقـد سـقـانـي الله عذبَ نميره دنـيـاي مـن حـجـرٍ وقلبي نبتةٌ لـمّـي حـطامك يا حياة فما اشتكت فـالـنفس قد حمّت وقد هتك اللظى مَـنْ فاضَ ضرعُ الشمس في أجفانه أنـا يـا حـيـاةُ على ترابك مسلمٌ أهـواكِ ، مـا جافى النعيم رغائبي فـلكم صبوتُ وكم سكبتِ لي المنى هـل تـذكـرين طفولة القلبِ الذي أو نـجـمـةً فـي قـاسيون تألقت والـلـيـل في آفاق (منبجَ) حاضناً أهـنـا الـولـيد أراق ذوب فؤاده هزّي جذوع العمر ، منبجُ ، هل أرى أودعـتُ خـلف الأمس ألف حكاية أهـواكِ سـنـبـلـةً تـرفُّ لجائعٍ وعـقـيـدةً سـمـحاء يقبرُ عدلها أهـواكِ حـراً فـي رنـيـن قيوده ما سرّ سحرك لو نظرتِ إلى المدى عـبـقـتْ جـراحـاتي فهاكِ نديّها خـلـعـتْ عـليّ الكبرياء إزارها فـعـلـى شمالي جامحات عزائمي أمـضـي وفي دربي يواكبني دمي وطـنـي وأحـلامي التي بجراحه وطـنـي إلـيـك أسوق كلَّ رغيبةٍ الله ثـمّ هـواك لـيـس سـواهما ربـاه مـا قـصدتْ سواك قصائدي قـالـتْ وقـلـتَ ولم يزل قولاكما مـتـوقـد النظرات ! ترنو ما الذي أتـرى إلـيـك الـمغريات تدافعت فـبـأي بـارقـة تـجاوزت الدّجى هـبّـت تـحاصرك الجهات جميعها جـارت عـلـى دمك الطغاة سفاهة وعـلـوت فوق الجرح تبسمُ للدنى وهـتفتَ " للصبح القريب " فمزّقت تـمـشـي يـظللك القصيد عصائباً تـتـهـاطل الذكرى عليك أأشرقت أطـلـق عنان الشعر قلتَ ولم تزل مـن أي شـمس قد عصرت قصيدة تـحـيا القصيدة في ضلوعك مثلما يـخـضـلّ قـلبك بالنعيم وبالنّدى خـذ يـا خـلـيـل العمر كلّ تليدةٍ فـلـكم هفوت وكم كبوت ولم يزل فـلـك الـقـصـائد أقبلت مزدانة | خفقانواسـفـح شجونك في رحى تـحـبو على هدب الدجى الوسنان وعـبـيـرُ أنـفـاسي ونفحُ حناني ومـلأت كـأسـكَ من رحيق جناني تـحـرم فـؤادك مـن سلاف دناني مـصّ الـشـذى مـن نسغيَ الهتّان حـلـم الـسّنا المخمور في أجفاني كـفّ الـذبـول تـدبُّ في بستاني عـن سـرك الـمخبوء قد أكفاني ؟ فـلـديـك خـافـيتان تصطخبانِ ! أيـعـافني من شبَّ في أحضاني ؟! فـحـوى الـحقيقة واخشعي لبياني قـد بـاركـتـه لـطائف الرحمن فـيـسـيـل ظـلّي فوق كلِّ مكان شـعّـتْ فـفـاض عبيرها الربّاني ويـداكِ غـيـرَ الـمـرّ ما سقتاني مـا اسـتـعـذبت إلا ثرى الإيمان نـفـسـي إلـيـك مرارةَ الحرمانِ بـعـد الـتـأمـل هـدأة البركانِ لـم يُـغـرِه مـا فـيـك من لمعانِ يـنـداح صـوتُ الحقِّ في شرياني مـا كـنـت أسـلك ديدن الرهبان لـكـنْ بـكـأسٍ مـتـرعٍِ الخذلان أودى الـلـظـى بـنشيده الهيمان ؟ فـغـزلـتُ مـن ومضاتها ألحاني غـرَّ الـقـوافـي كالعطوف الحاني ونـعـى حـزيـنـاً عـزة الإيوان سـيـفـاً تـقـلّـده فتى حمدان ؟ وطـويـتُ في جرحي رسيس أمانِ ونـدى يـسـيـلُ على فم الظمآنِ ظـلـمَ الـعـصورِ وشِرعةَ الأوثانِ عـزفَ الإبـاءُ كـرامـة الأوطانِ إلا ســمـوّ الله فـي الإنـسـان هـاكِ انـديـاح الـفـكر والوجدان لـمّـا نـقـشـتُ حـروفها ببناني (وعـلـى يـمـيني مشعل القرآن) فـعـلـى ضـفاف الجرح ينبوعان نـهـران مـلءَ الـروح يـنسكبان بـدمـي وكـلَّ نـفـيـسةٍ بكياني رغـم اقـفـرار الـعمر يزدهران وبـغـيـر ذكـركَ ما بريتُ لساني فـي حـلـبـة التاريخ يصطرعان عـيـنـاك خـلف الأفق ترتقبان ؟ أسـراب وهـمٍ أم فـلول دخان ؟! وعـبـرت كـلّ شواطئ الأزمان ؟ هـيـهـات تـمسك بالضياء يدان فـسـمـوتَ فـوق سفاهة الطغيان والـحـزن خـلـفك باسط الأركان صـمـت الـضلالة صيحة الإيمان مـلء الـدّنـى مرصوصة البنيان تـلـك الـسـنون وأدبرت بثوان ؟ كـفّـاك تـمـسـك ألفَ ألفِ عنان وطـويـتـهـا مـجهولة العنوان ؟ يـحيا العبير " بطاقة الريحان " (1) ويـداك بـالـجـمـرات تلتهبان ! مـنّـي ودع مـا سـفّ من هذياني يـجـري وراءَ الـبارقات حصاني بـدمـائـها خذها أبا الغزلان. (2) | أشجاني
الهوامش :
(1) إشارات إلى أسماء دواوين للشاعر محمد منلا غزيل ومطالع قصائد مشهورة .
(2) أبو الغزلان : كنية يتحبب بها أصدقاء الشاعر إليه .