فِي بَحْرِ الشَّوْقِ

سعيد ساجد الكرواني

سعيد ساجد الكرواني

[email protected]

لَمَّا غَنَّتْ وَرْدَةُ شَوْقِي

فِي هَاجِرَةِ الشَّرْقِ

انْهَمَرَ السِّرُّ الذَّهَبِيُّ السَّانِي

كَالْقُرْطِ عَلَى جِيدِكِ يَا فَاخِتَةَ الطَّيْرِ

يُهِيلُ مِنَ الْوَصْلِ نُقَيْطَةَ عِشْقٍ

مِنْ أَلْحَانِ الْقَلْبِ الطَّائِرْ

مَنْ يَطْمِسُ مِنْ بَعْدِ الْمَنِّ أَثَارَةَ سَيْرٍ

تَهْفُو أَنْ تَسْكُنَ فِي جُزُرِ الْعُشَّاقْ؟

أَعْلَمُ أَنَّكَ تَعْلَمُ كَيْفَ غَدَتْ وَلاَّدَةُ رَمْزاً

وَشُؤُوناً وَشُجُوناً

يَصْقُلُهَا الْمِيزَانْ

كَيْفَ يُرَجِّعُهَا التَّأْوِيلُ بِسِحْرِ الْأَنْسَاقْ

كَيْفَ تُوَقِّعُ سِرَّ الْإِبْدَاعِ بِمَمْلَكَةِ الْوَرْدِ

وَفِي تَارِيخِ الْقَبْضِ

وَتَارِيخِ الْبَسْطِ

عَلَى طُولِ الْجَبَلِ الْحَاضِرِ كَالطَّيْرِ السَّقْسَاقْ

فِي أَنْهُرِ مَكَّةَ

فِي نَهْرِ الْأَنْدَلُسِ

فِي نَهْرِ سَبُو

فِي دِجْلَةَ

فِي مَا وَصَفَ ابْنُ خَفَاجَةَ

فِي نَهْرِ أَبِي رَقْرَاقْ

أُبْصِرُهَا نَأْمَةَ عِشْقٍ بِلَّوْرِيٍّ

        مِنْ كَأْسٍ فَاضَتْ

أَرْدَتْنِي بَيْنَ الصَّحْوِ

وَبَيْنَ الْمَحْوِ

أَجُوبُ الْآفَاقْ

فَإِذَا مِحْرَابُ النُّورِ يُصَاقِبُنِي

وَيُعَانِقُنِي بِيَدَيْنِ مِنَ الْأَنْدَاءْ

يَسْأَلُنِي بَعْدَ الصَّدْعِ بِكُلِّ الْأَنْحَاءْ

لِأُجِيبَ وَجِيباً مُشْتَعِلاً

بِحُبَابِ النَّارِ الدَّفَّاقْ

تَنْثُرُ جِذْوَتَهَا

لاَفِحَةً

بِبَهَاءِ الْأَشْوَاقْ.