مات الراوي

عبد القادر عبد القادر

إلى روح الشاعر الكبير "مأمون كامل"

عبد القادر أمين عبد القادر- طنطا

عضو اتحاد كتاب مصر

مَاتَ الرَّاوي قِصَّةَ أمِّهْ

ظلَّ يُعَانِى طِيلَة عُمْرِهْ

كُنْتُ جَلِيسَهْ

إذ يَتَسَاءَلْ ...

كَيْفَ يُنَادِى لفظةَ أمِّهْ

كَيْفَ تكُونُ الرَّاحَةُ هَمَّهْ ؟!!

كَيْفَ يُعَبِّرُ عَنْ إحْسَاسٍ بَاتَ مُسُوخـًا

حِينَ يَراهَا ....

تُعْطِى الْحُبَّ لِغيْر ضَنَاهَا

حِينَ ترَاهَا تَمْنَعُ عَنْهُ ...

دِفْءَ الشَّمْس ...

وَمَاءَ النَّهْر ...

وَجَنْيَ القَطر ...

ونُورَ الفَجْر ...

هُدُوءَ الليْل ....

وَتَمْنَحُ طوْعـًا كُلَّ عِدَاهَا

تَحْلِبُ مِنْ ضِرْع فِي صَدْرهْ ...

ثمَّ تَضِنُّ عَليْهِ بشُرْبِهْ

يَا لَعَذابِ الشَّيْخ وَهَمِّهْ !!!!!!!!

مَاتَ الرَّاوي قصَّة أمِّهْ

كَانَ أديبـًا يَعْشَقُ حِبْرَهْ

حينَ تَراهُ جُلوسـًا مَرَّهْ

تَحْسبُ أنَّ الهَيْبَةَ بَعْضُهْ

كَانَ وَقورًا يَفْرضُ قدْرَهْ

حِينَ ترَاهُ يُمَازحُ أحَدًا

تحْسبُ أنَّ الطرْفة طبْعُهْ

حِينَ يُنَوِّهُ عَنْ أخْطَاءٍ ...

أنْتَ أمَامَ خبيرٍ رَاقٍ

ضحْكتُهُ تمْنَحُكَ أمَانـا

أيْنَ الأمَّ لِتَبْكِى وَدَاعـًا ؟!!!!!

قَدْ فَقَدَتْ فِلذتِهَا الآنَ !!

يَا " مَأمُونُ " سُؤالُكَ بَاقٍ فَاسْمَعْ قوْلِي ::

أمُّكَ مَاتَتْ قبْلكَ قبْلِي

فاحْمِلْ شِعْرَكَ

وَانْزلْ قبْرَكَ

إنْ يَسْألكَ مَلاكٌ ... رَدِّدْ ::

أعْرفُ رَبِّى

" أحْمَدُ " دَرْبِي

عِشْتُ كثِيرًا ...

لَكِنْ أمِّي ...

وَأدَتْ كُلَّ مَعَالِم قلبِي

مُتُّ بهَمِّهْ ...

ماتَ الراوي قصَّةَ أمِّهْ