أين الدولة
آمنة ٌ قريتـُنا لكنْ
ما نامت أعينها ليلة ْ
دبّ الخوفُْ
وساد الرعبُ
وضجَّ الناسُ فقلت لماذا ؟
فأجابوني بأصعب قولة ْ
قالوا : هداكَ اللهُ كأنك
قد غالتك أيادي الغفلة ْ
أنتَ الليلة َ في رمضانَ حبيسُ العزلة ْ
قلتُ أزيلوا عني الدهشة ْ
قالوا الليلة َ قـُتِلتْ طفلة ْ
قلتُ ولي دمْعاتٌ تجري
مِن عينيَّ وفيَّ الحسرة ْ
طفلة ْ !!
طفلة ْ !!
مَن قاتِلـُها ؟
بئس القاتلُ بئس القِـتـْلة ْ
شـُلَّ لساني
هُـزَّ كيــاني
قلتُ وكم بلغتْ مِن عُمْر ٍ؟
قالوا بلغـَتْ مِن أعوام ٍ دون الخمسة ْ
ويحَ القاتل ِ هل عرفوه ؟
هل قتلوه وهل صلبوه بكلِّ القسوة ْ ؟؟
ألمْ تمنعْهُ براءة ُ طفلة ْ !!
سالَ الدمُّ النازفُ منها
في كفـِّيه بكلِّ الخسِّة !!
أما وقعتْ عيناهُ عليها
تطلبُ منه - بربِّكَ - رحْمة ْ !!
تطلبُ منه الرفـْقَ بنظرة ْ !!
هذا المشهدُ في عينيَّ إذا أذكرُهُ
أحسُّ بسَكـْرة ْ
هذا المشهدُ في قريتنا
ولـَّدَ تِلوَ الحسْرةِ حَسْرة ْ
***
وعن القاتل ضجَّ سؤالي
ما سِيرتـُهُ ؟
فأجابوني :
هذا الغارقُ في الإدمانْ
قلتُ : مُدانْ
لكنْ قل لي - بربِّكَ - واصْدُقْ
أليستْ معهُ تـُدانُ الدولة !!
من أين " الخشخاشُ " أتانا
و" البنجو " والتبغ ُ القاتلْ ؟!
فاسمعْ مني جوابي الشافي :
كلُّ الشرِّ أتانا لمَّـــــــا
قد نحينا شـَـــــــرْعَ اللهْ
باستضعــافِ الحقِّ أتانا
و استقواء ِ دُعَاةِ الباطلْ
صال الباطلُ فينا صَوْلة ْ
جـال الباطلُ فينـا جَوْلة ْ
قتلَ المُدْمِنُ فينـــا طفلة ْ
إنَّ دعاة َالسُّوء تمادَوْا
قلْ لي - بَربِّكَ - أينَ الدولة ؟
وسوم: العدد 734