قلب حزين

أحلام الحنفي

[email protected]

لا تبتئس يا قلبُ إنك لن تنال سوى الذي ـ ربي أرادْ

هوِّنْ عليكَ فما عليك!! فالرزق موصول إليكْ

هوِّن وبادر بالدعاء فإنه أمل الغريقْ

وإذا ذَرَفْتَ من الدموع فأكْثِرَنَّ بلا رجوعْ

فهناك مطلوبٌ بُكاؤكَ علَّ تُغتفَر الذنوبْ

فارفع يديك وبادرنَّ، عساك من ذنب تتوبْ

وعسى الإله تفضُّلاً يهديك منه ما ينوبْ

عما حزنت لِفَقْدِهِ، والخيرُ ما ربي يزيدْ

لا تعجزَنَّ، وبادرنَّ إلى الفلاح والاجتهادْ

وإذا صبرت فلا تكنْ من نجدةٍ  فقدَ المدادْ

لكنْ أَلِحَّ بدعوةٍ ترجو الدعاءَ بها يُجابْ

لا تَقْنَطَنَّ، تَصَبَّرَنَّ، وليس تُبعدك الخطوبْ

فلقد طرقْتَ الباب ـ باباً ليس طارِقُه يَخِيبْ

 حتى متى يا قلب مِنْ فَقْدٍ تذوبْ؟..

هلاَّ تذوب لما جنيتَ من المعاصي والذنوبْ

أم طال منك تأملٌ، والله ستَّار العيوبْ

أَوَترتضي سعداً لنفسك دون أن تُعطي المهورْ!

السعد عندك أن يراك الله في خير الأماكن والأمورْ

السعد أن تُرضي الإله، ومَنْ سوى ربي شكورْ!

فلئن شكرت فإنه من فيض نعمته يزيدْ..

يَهَبُ العطاء لمن عصاه، ومن له صاغ القلوبْ..

لكن فضلاً من رضا الرحمن أوفى في ملمات الخُطُوبْ

لِمَنِ اتقاه فإنه ـ والله حقًّا لن يخيبْ

أَعِدِ الحسابَ ولا تكن يا قلبي ملحاحاً لجوجْ..

هلاَّ استحيتَ.. وهل خجلت.. وترتجي بعدُ المزيدْ!

مهلاً.. ترفَّقْ إنَّ ربك قادرٌ يَهَبُ النعيمَ لِمَن أرادْ..

يا قلبُ إن عظُمَتْ ذنوبُك، ليس يمنعك السؤالْ

ربي غفور منعم، لو كان ذنبي كالجبالْ

فابسُط يمينَك في خشوعٍ، واذْرِفَنْ دمعَ الرجوعْ

ما خاب من بُسطت يداه ومن تخضَّب بالدموعْ

فلقد وقفتَ بباب ربٍّ خالقٍ ملكِ الملوكْ

ذُلِّي إليه تَرَفُّعٌ في دنيا أصحاب العبيدْ

أنا عبده.. والعبد عند الله أرقى الناس لو حقًّا يؤوبْ

فاجعل إلهي في فؤادي رحمةَ العبد العطوفْ..

وامنحه يا ربي التجلُّدَ في مُلمَّاتِ الخُطُوبْ..

ارزقه برداً يغسلنَّ به حرَّ اللهيبْ..

وإلى هداك فخُذْ به يا ربُّ وارضَ.. يا مجيبْ..

أَدِمِ السعادة في رُباه اليوم أو يوم النشورْ

فالسعد غاية عيشه، والسعد أن يرضى الغفورْ