ردٌّ على مُلْحِدْ
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
[email protected]
مـاذا دَهَـى هـذا الـذي يَتهَجَّمُ ؟
مـاذا دهـاه ُ؟ فـكلُّ ذي قلبٍ يرى
كـلُّ الـدِّيـانـات التي تكسو الدُّنا
من أين هذا الخِزْيُ في هذا الورى ؟
هـاكَ الـدَّليل على المهازلِ يا قَذَى
مـاذا تـعـلـمـتـمْ إذا لم تُدركوا
أمِـنَ الحضارةِ أن تبيعوا عِرْضكمْ
أوَ تـقـبـلَ الـعُهْرَ المُشينَ لابْنةٍ
أوَ تـقـبلُ الطَّبْعَ الخؤونَ لزوجة ٍ؟
أوَ تـقـبـلُ الإسفافَ في أحوالنا
أوَ تـقـبـلُ الـدُّون الـمُهين لعالمٍ
وشُـيـوعَ شُـرْهٍ فـي نوادينا التي
أو تـقـبلُ التَّرفَ البخيلَ مع الغِنى
تَـعْـزُو الـتَّـقـدُّمَ لـلخناءِكأنمَّا
يـا ساخطينَ على الفضيلةِ والهُدى
فـغـدا – قريبا- يَستفيقُ شعورُكم
إنَّ الـحـضارةَ في الوجود تَبَلورَتْ
بـفـضـيلةٍ أوحى بها رُسُلُ السَّما
اسـألْ رُوادَ الـفـكـرِ في أوطانها
كـانـوا عـلى وَجْهِ الثَّرى كبهيمةٍ
لـو كان عِزُّ النَّاس في عُرْيِ الخنا
أوَ مـثـل قـردٍ تَـسـتَثِيرُ بعورةٍ
أبـمثل عَنْزٍ في الحضارةِ يُقتدى ؟
* * *
سِـرُّ الـتَّـقـدُّمِ في التَّديُّن يا فتى
الـدِّيـنُ مصباحُ العقولِ إلى السَّنا
الـدِّيـنُ روحٌ في الورى أوحى به
الـدِّيـنُ حـقٌّ بـالأدِلَّـةِ ، لَنْ ولا
الـدِّيـنُ شـمسٌ ، هل تُصَدُّ بِغَيمَةٍ
والله مـا هُـدَّ الـورى إلا بـمـا
سـاد الـهـوانُ بـأرضنا لما علا
جـحـدوا الحقائقَ بالهوى فتنكَّرُوا
وسـعَـوْا بـظـلـمٍ موهنٍ وتجبُّرٍ
حُـجَجُ الهدى تَرْبُو على كَمِِّ الورى
بالعلمِ تصدعُ في القلوبِ وفي الرُّؤى
كـم فـي حِـمـانـا من بهائمَ أمَّةٍ
عـربٌ ولـكـن أفـلسوا وتدنَّسُوا
* * *
أو تُـرهبون بِوصْمَةِ الإرهابِ منْ
أو تَـدَّعي ما لم نقلْ ، ما لم نُرِدْ ؟
لا لـم نُـكـفِّـرْ مـسلما أبدا ولا
مـا أوجـبَ الرَّحمنُ قَطْعًا عِصمَة ً
لـكـن َّلـيَََّّ الـدَّيـن خَلفَ غِوايةٍ
مُـتْ بـالـقـنوطِ إذا كفرتَ تعاليا
أنـكـر ، وغـرِّرْ بالجحودِ نُفَيْسَةً
فـلـسـوف تذكرُ ما أقولُ إذا بَدَتْ
اخْـسَـأ بِغَرْبِكَ في العمى مُتحامِلا
* * *
أو تـنـسُبُ الأبياتَ عندي للضَّنى
طـولُ القصيدةِِ لاحْتدامٍ في الجَوَى
والله لـولا شُـغـلُـنـا وهَـوانُكم
كـنْ كـافـرا أو مـسـلما مُتغَرِّبا
الله يـعـلـمُ مـا كـتبتُ لشهرة ٍ
شـعـري صُـداحٌ بالهدى لفضيلةٍ
شـعـري لدينِ الحقِّ جُوقَ محَبَّة ٍبَـصَـرٌ ضـريـرٌ أم فؤادٌ مُظلِمُ؟
يـأبـى فـسـادا في الخليقةِ يَعظُمُ
تـنـفـي الـفسادَ بشرْعها وتحُرِّمُ
مـن مُـلـحدٍ يأبى الصَّلاحَ ويهدِمُ
أدنـاهُ أنَّـك جـاهـلٌ مُـتـعـلِّمُ
ضرَّ المفاسدِ في الدُّنا ، لم تعلموا ؟
سـرًّا وجـهْـرا ؟ فالحقائقُ تَصْدمُ
تُـرْدي الجنينَ من الخناءِ وتَرْدِمُ ؟
تـرضى زناها في فراشك ، تكتم ؟
مـن سـافلٍ يطغى ونَذْلٍ يحكُم ُ ؟
بـالـظُّلم يُشقيه الجهولُ المُجرمُ ؟
تـأوي بـهـائمَ بالمطامعِ أُلجِْمُوا ؟
وابـن ُالـفـقـيـرِ بجوعه يتألمَّ ُ؟
أهـل الـحـضارةِ بالخناء تقدَّمُوا
نـامـوا على فُرُشِ الفساد ِونوِّمُوا
سـيـهـزُّكـم ْسرُّ الوجودِ ويقصِمُ
بـفـضـيلةٍ تحُيِ الضَّمائرَ فاعلمُوا
فـمـكـارمُ الـدِّين الحنيفِ تَقَدُّم ُ
كـيـف اجـتبَوْا قيَِمَ العلومِ وأُلهِمُوا
بـشـقـاوةٍ خـلـف المآرِبِ تَنعَمُ
لَـسَـمَـتْ بـه قـبلَ الأنامِ بهائِمُ
مـكـشوفةٍ غَيَّ الشَّباب وتُضرِمُ ؟
تـلـك الـمـهازلُ للحضارة تَردِمُ
* * *
بـل يـا جَـهُـولاً بالهُراءِ يُهَمْهِمُ
وإلـى الـهـنا و بِهِ الجدودُ تَقدَّمُوا
ربُّ الأنـامِ إلـى الأنـام فَـكُرِّمُوا
يُـلـغـى بـداءٍ مـن عَمَى يتفاقَمُ
فَـثِـقُـوا فإنَّ رُؤى التَّغرُّبِ تهُزَمُ
بـثَّ الـعُـلـوجُ العابثين وسمَّمُوا
أمـثـالُ مِسخِكَ في الدُّنا وتحكَّمُوا
لـلـدِّيـن مـعراجِ السُّمُوِّ وعَتَّمُوا
مـنـعوا العقولَ من البيانِ وكمَّمُوا
مــا ردَّهـا إلا ضـريـرٌ آثـمُ
تـهـدي إلـى شُـكرِ الكريم وتُلهِمُ
مـن نـور ديـنٍ مُـنـقِـذٍ تتبَرَّمُ
فـتـغـرَّبُـوا وتـهوَّدوا وتروَّمُوا
* * *
يـأبـى الـتَّغرُّبَ باعتقاده يُعصَمُ ؟
فـقـريضُنا يحوي القرينةَ فافهَمُوا
نـبـغـي مـكانة َعِصمَةٍ أو نزعُمُ
فالله يـرأفُ بـالـعُـصـاة ويَرْحَمُ
كـفـرٌ صَـريـحٌـ لا يُقِرُّهُ مسلمُ
فـغـرورُك الـمأفونُ سوف يُحطَّمُ
عَـبَـثِـيَّـةً بـهـوى الأنا تَتَقَزَّمُ
لـكَ يـوم أهـوالِ الـحسابِ جَهنَّمُ
فالله أكـبـرُ يـا بَـلِـيـدُ وأعْظَمُ
* * *
ولـسـانُ شِـعـركَ عاثرٌ يتلعثَمُ ؟
مـن ضَـغْـطِ وَجْـدٍ عارِمٍ يتلاطَمُ
لـحـبَـكـتُ ألـفاً بالهجاءِ تُدَمدِمُ
الـيـومَ يَـشـويكَ القريضُ وتندَمُ
ومِـراءِ نـفـسٍ لـلنُّفوسِ يُسَمِّمُ
تـأوي الـوجـودَ فـيستقيمُ ويَسْلَمُ
أوْ سـيـفَ حـقٍّ صـارمٍ لا يُثلَمُ