يا صباحَ الشعرِ
يا صباحَ الشعرِ
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]أتـانـي منكِ وحيُ الشعر دفقا
وخضْتُ شواطئَ الألقِ الموشّى
أنـا مَنْ صغتُ للحسناءِ شعْري
فـأومـيءْ يا مساءَ الحبّ إنّي
ويـا فـجري المدلّى عند دربي
أريـنـي مـنك فجْراً للأماني
أريـنـي أيّ لـوْنٍ فـيه لوْني
شـفـاهُـك فـلقتا لوْزٍ طريٍِّ
أنـا غـنّـيـتها أحلى الأغاني
سـأبـقـى منكِ أنسجُها جُماناً
ومـنـكِ رؤايَ تقتبسُ القوافي
ويـجنحُ في مداكِ الشعرُ وحياً
أتـيـتُ إليكِ يسبقني آشتياقي
وتـعـرفـني دروبٌ لم أزرْها
فـأعـزفها نشيداً ملءَ روحي
وتـدريـنـي حـنـاناً أبْتغيهِ
وأعـرفـها جبالاً في العوادي
وأعـرفُـها على شفتي ابتهالاً
وتـنثرُني على اللطرونِ عِطراً
وفـي بـردى أنا أنساحُ موْجاً
وتـحـملني رؤى الحسّونِ لحناً
أتـيتُ ، بريدُ أشواقي شعوري
فـأحْـمـلُـها بأضلاعي لهيباً
فـأسـكـبـها بمحبرتي مداداً
وأغـزلُـهـا بـأنفاسي حنيناً
أريـحـيـنـي أتاكِ به جراحٌ
فـكـوني يا فديتكِ في عيوني
فـلـسـتُ مبالياً والشمس تأبى
ولستُ أهابُ إنْ دُجري ادلهمَّت
وقـد هـدَلـت بغابات الرزايا
أتـيـتـكِ والمسا يدري خُطانا
وجـئتكِ منْ متاهِ العمرِ وحْدي
أتـيتك ألتظي عطشي تضرّى
فـفـي بغدادَ غنّى بوحُ شعري
أتـيـتك بي جراحاتٍ كوتـْني
يـجـوبُ ضياعُنا مُدناً ترامَت
فـضـمّيني تشظّى فيَّ صبري
لـقـد أرْخَتْ بداجيتي الأماني
أريـحـيني وكوني مَهْدَ عمريفـجـبْـتُ خطوطَها أفقاً فأُفقا
وحـزْتُ بـكـل ما أبغيهِ سبْقا
وقـلـتُ لـقـاءَنا يوماً دمشْقا
خـطـايَ تجوبُها غرْبا وشرْقا
بَـهـاكِ يظلّ في الآفاقِ مرْقى
بـه روحـي تذوبُ وفيكِ أشْقى
فـقـلـبـي ذابَ وجْداناً وَتوْقا
ونـهـدُك سـاحلُ الطلّ المنقّى
ومـنـكِ الـقلبُ إحساساً تلقّى
ومـنـهـا تستعيرُ الروحُ نَشقا
وفـيـكِ تُخوِّضُ الغيماتُ رِقـّا
وفـي الأنفاسِ دربُ العطرِ شَقّا
وتـُوقـدُ في حنايا الروحِ حَرْقا
ويـعرفني هواها السمحُ طلـْقا
ويـقـدحُـني جنونُ الفكرِ بَرْقا
إذا نفسي اشتهتْ روحاً ستُسْقى
إذا خـطـبٌ ألَـمَّ وشقَّ فـَتقا
وتـعزِفني على الكفرونِ رَشْقا
وفـي سـاحـاتِـها أبتلُّ شوْقا
ويـغزلـُني بوهْمِ الرمْلِ شهْقا
بـآفـاقِ المدى ينسابُ أنـْقى
أُسـطِّـرُه عـلى الأوراقِ نُطقا
مـن الوجْد المُدمّى لسْتُ أشقى
فـيـأتـي الحرف تيّاهاً أرَقـّا
وفـيـهـا خمرةُ الأشذاءِ أُسْقى
فـتـاكِ .ويحْملُ الأرزاءَ طوْقا
مِـهـاداً فـيه دفءُ الحب ألقى
وإنّـي خـيطُ هذا المجدِ أرقى
وسدّتْ أفـْقَ هذي الروحِ حَمقى
وغنّتْ غربتي في الصمتِ وُرْقا
لأيِّ دروبِـه نـجـتـازُ حَقـّا
إلـى واديـكِ أهدي الشعرَ ذوْقا
فـبُلَي بي صدى الأعراقِ زَقـّا
وغـازلَ فـي فـمِ الدنيا دِمشقا
فـضـمِّـيني أنا المحتاجُ رِفقا
عـلـى مُـرّاتِها بالحزنِ نشْقى
وردّيـنـي إلـى نفسي لأبْقى
وكـنتِ النورَ فيه الروحُ غرْقى
فـإنـي ذقتُ منكِ الحبَّ صِدْقا