أوروبا.. وملحمة النقاب
29أيار2010
م. صالح العمري
أوروبا.. وملحمة النقاب
م. صالح بن علي العمري- الظهران
[email protected]
| شـعّ الـحـجاب بها فَجُنّ جنُونها وعـلا الـغـبـارُ المُدلهّمُ سماءَها ضـاقـت بُطهْر المؤمناتِ فكشّرت وتـكـشّـفـت لـلناسِ عن حُرّيةٍ يـا لـلـعـجـوزِ تهدّلت أشداقها.. شـمطاءُ شاخت تحت عين خلاعةٍ وإذا الـسُّـراةُ بـهـا دُعَـاةُ دَعَارةٍ يـا سَـوْءة الـغربِ المُعتّق بالخنا لـمّـا رأت تـاجَ الـعفافِ تجهّمت أ مِـنَ الـحضارةِ أنْ تُهان ضعينةٌ فـضـحَ الـحجابُ مبادئيا وَضْعيّةً حـظُ الـعـفـيـفـةِ نقمةٌ وعداوةٌ وإذا تـعـرّت جُـلّـلـتْ بـحفاوةٍ هـل قـيـمةُ الحسناءِ قِصْرُ ردائِها يـا مـنْ لـمـؤمـنةٍ تلظى دمعُها هـي سـلـعةٌ في عُرْفكم، ومقامُها جَـلـبَ الـعـدو بقضّه وقضيضِه لـمّـا رأتْ عِـظَـمَ البلاءِ تدثّرت عـصـمـاءُ لـمْ تـأبهْ بلوثةِ مُفسدٍ أو سـمـسـريٍّ تـاهَ فـي شُبُهاتِهِ لـلـه كـم عـبـثَ النفاقُ بأمّةٍ !! كـم خـبّـأوا دعـوى الفساد تقيةً هـي جـولـةٌ بين الطّهارةِ والخنا دعْـهـا تـنـاطـحُ صخرةً درّيةً واللهُ – جـلَّ جـلالُ ربِّك – شاهدٌ قـل لـلـمـداهنِ والمفاوضِ أرْبِعَا كـم أوقـدوا نـيـران حقدٍ سُعّرت وإذا الْـتـفـتُّ إلـى مرابِعِنا بَكَتْ أألـومُ سـاركـوزي وفي أصقاعِنا نـاحَ الـحـجابُ بشرقِنا وتَسَجّرتْ واللهُ يـدعـو لـلـطهارةِ والحَيَا.. أمَـةَ الـعـقـيدةِ: في بلائك رفعةٌ أنـتِ الـطـهـارةُ..درُّها ودثارُها عـلِـمـوا بـأنـكِ نـخلةٌ رفرافةٌ عـلِـمـوا بـأنـكِ مهجةٌ معطاءة ٌ عـلِـمـوا بـأنـكِ قـلـعةٌ نبويّةٌ أنـتِ الـسـيـاجُ لأمـةٍ عـلويّةٍ تـكـفـيكِ آيُ الوحيِ حين تنزّلت أنـتِ وصـيـةُ أحـمـد في نزعهِ أنـتِ الـجـهادُ.. وفيك يتألقُ الفِدا أنـتِ الحِمَى..أنتِ الهوا..أنتِ السَّنا أنـتِ الـرجـاحةُ والسماحةُ والعُلا أنـتِ الـجـلالةُ والرسالةُ والنّدى هـذي أوروبـا قُـنّـعَتْ بعدالةٍ!! وتـقـهـقـرت لمحاكم التفتيش في ولـو اهتدت بجمالِ طُهرك لارتقت تُـغضي عن الأقصى بصائرَها وقد كـم أمّـةٍ طـمـسَ الـعنادُ فؤادَها لا تـرقـبـي نَصَفَ السياسة بعدما وتـأمّـلـي فـي رحـمة الله التي أودَعـتـكِ اللهَ الـكـريـمَ وحفظَهُ | واصّـدعـت أسوارُها وحصونُها!! وغشى النواصي المُكفهرّةَ طينُها (1) عـن حـقـدِهـا.. والجاهليةُ دونها تـئـدُ الـفـضائلَ كي تقرَّ عيونُها وَنَـبَـتْ مـعايبُها.. وأربدَ لونُها !! رعْـنـاءُ .. يُـوردُها الشقاءَ لَعِيْنُها فـلـسـوفَ تـقتحمُ الجَحيمَ سفينُها لم تخبُ – ما مرّ الزمانُ– ضغونُها وتـبـدّدتْ آدابُـهـا وفـنونُها !! والـذنبُ أن تَحْمي العيونَ جفونُها!! فـإلـى الـمزابل غثها وسمينُها .. فـي قـوم لـوطٍ .. خابَ ثمّةَ دينها لـمّـا بـدت لـلاهـثـينَ فتونُها فـالـعُـرْيُ يُعْلى ..والعفافُ يُهينُها حـتـى تـعـالـى شجوُها وأنينُها فـي شـرعـنـا إيمانُها ويقينُها .. وجـفا الصديقُ ..وذو الجلالِ يُعينُها بـعُرى العقيدةِ .. والكتابُ يصونها لـفـظتهُ أنسامُ الصفا وحجونُها (2) يُـسدي الفتاوى حيثُ يطلبونها (3) وكـم اسـتطال على الذِّمام خؤونُها واللهُ يُـخـرجُ مـاتـكـنُّ بطونُها والـفكرُ يخبو ما استطال سكونُها !! وارقـبْ إذا انكسرتْ هُناكَ قرونُها مـنـهُ الـحـياةُ.. وفي يديه وَتينُها فـإلـى مـتى تلهو بنا صهيونُها!! والـمـسـلـمـونَ وقودُها وأُتونُها دُرَرُ الـقـوافـي..حرفها ولحونُها أغـلالـهـا وشؤونُها وشجونُها !! بـتـأوّهـاتِ البائسينَ سُجُونُها !! ومُـنَـى الدَّعيِّ بأنْ يشيعَ مجونُها!! حَـسْـبُ الـحَمائمِ غُصْنُها ووُكونُها والـحـورُ في ساحِ الجنانِ وعِيْنُها خـطـرٌ عـليهم عذقُها وغصونُها كـالـسُّحْبِ.. يرتضعُ الإباءَ جَنينُها كـالعِرْضِ..ماأحلى الشهادةَ دونها!! ومـكـارمُ الأخـلاقِ أنـتِ مِعِيْنُها جُـلـى الـمعاني .. والكتابُ يُبِينُها تـقـضـي الـحياةُ ولا تُردّ ديونها ويـحَ الأسودِ إذا استُبيحَ عرينُها !! أنـتِ الـجـبالُ فكيف يقتلعونها؟! بـلْ أنـتِ مـعراجُ الهدايةِ والنُّهى أنـتِ الـقـداسةُ كيفَ يمتهِنونها؟! والـعُـنْـصريةُ لا تزالُ تُشينُها !! عـصـرِ التحاور.. والرّحى قانُونُها لـكـنْ تـعـفر في الفجورِ جبينُها نـاح الـحـمـامُ وقد ذوى زيتونُها فـدَنـتْ بـعُقبى الظالمينَ منونُها!! شـغـلـتـهـمُ كاساتُها وصحونُها قَـرُبَـتْ لـنفسٍ لا تخيبُ ظنونُها والله لاتـخـفـى عـليه شؤونُها.. |
(1) إشارة إلى بركان أيسلندا..
(2)و(3) المُفْتون المفتونون المضادّون للنقاب والمجيزون للإختلاط..
