قصة الفتى الأسمر
رأفت عبيد أبو سلمى
( إلى روح أخي الحبيب / ياسر أبو علي رحمه الله الذي رحل عن دنيانا وهو في ريعان شبابه ، أهدي هذه الكلمات )
فتىً أسْمَرْ
بثغر باسم ٍ أزهرْ
أراهُ كحبَّة الدرِّ
إذا أسفرْ
هو المَعنيُّ بالحقِّ
وبالأخلاق ِ والصدق ِ
فتىً أسمرْ
خلايا جسمهِ الشامخ ْ
أتاها الداءْ
وكم يُرْجَى لأحباب القلوب شفاءْ
أخي ياسرْ
صدقتَ الله في صبر ٍ ولم تيأسْ
و عُودُ رجائكَ الأخضرْ
بكمْ واللهِ لم ييبسْ
وزرتكَ بعد أيام ٍ وفي المَشفى
رأيتُ النورَ في وجهكْ
عرفتُ بأنك الراحلْ
لتسْكبَ في الدُنا عطرا
وترفعَ للعُلا ذِكرا
وأنتَ إلى الحياة بيانْ
رحيلك هزنا حتى
أفاقَ الغافلُ النائي من الشبَّانْ
وزلزلَ فيَّ أركاني
وناداني إلى الإيمانْ
يمرُ اليومُ مِن عمري
ويرحلُ دونما استئذانْ
وكي أصعدْ
إلى العلياء كي أصعدْ
أواجهُ شهْوة َ الغفلانْ
وأخشى صولة َ الشيطانْ
هي الأيامُ أشتاتا ً تجمعنا على الأكفانْ
نقـُبَّرُ في لياليها
ونرفـُلُ في مغانيها
وما الترحالُ في الحُسبانْ
ونخشى لجَّـة َالنسيانْ
أما كنا أبا أحمدْ
إذا طرنا إلى المسجدْ
نعانقُ فيه يا صاح ِ ذرا الإيمانْ
ونغلبُ من يدعِّينا إلى الهذيانْ
أما تذكرْ !
أنا أذكرْ..
رأيتكَ خاشعَ القلبِ
رأيتكَ مطرقَ السمع ِ
هواكَ بسورةِ الرحمنْ
وإنْ يوما ً تلاقينا
نبعثر حولنا الكلماتْ
ونبحرُ في معانيها
فتشرقُ حولنا الظلماتْ
ونرشفُ من حدائقها
كأنَّ مذاقها الكوثرْ
أعانقُ هذه الذكرى
ولا أنسى
حياة ً زارني فيها
كطيفٍ
في السَّما مُقـْمـِرْ
فتىً أسمرْ