ماضٍ جميل وحاضرٌ أليم
ماضٍ جميل وحاضرٌ أليم
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
مَن ذا يعيدُ إليّ ريحان الطّفولة في شذاها؟!!
من ذا يعيد شـوارد الأنـغـام يـثمـلني صداها!!
من ذا يــردّ إلـيّ أحـلام الـفـتوّة في قــواها!!
*******
إنّي لأحـلم بـالأزاهـر حين ضمّتها الضّلوع!!
إنّي حببتُ بها الحياة ،وصار حبّي في ذيوع!!
فلبستُ أثواب السّرور،وأشْعِلَتْ عندي الشّموع
*******
يا حـبـّذا الأيـامُ تـجـمـعُ بـيـن حـبّـات الـقـلوب!!
يا حـبـذا العيش النّضيرّ كأنّه الغصنُ الرّطيب!!
فالْوُلْدُ حولي يعزفون لروحيَ اللـحن الحـــبيب!!
*******
أنا في نعيم القرب أحيا ،أرشف الخمر الحلال !!
أفـلا رأيـت الـوُلـْد قـد عـزفوا لـنا لحن الجمال؟!
أفـلا رأيـتَ مـحـمّـداً كـالـنسرحـطّ على الجبال؟!
*******
ورأيـتَ نـسـريـن الـقـلوب تـبـذ أزهـار الـرّبيع؟!
هي في شموخ عبيرها تحكي لـنـا آيَ الـبـديــع !!
والـفـكـر مـأسورٌ بإسـلامٍ ، وإسـلامـي مـنيـع !!
*******
أتعبتَ ،يا إسلامُ ، مَن يقفوك من جيل الشّبــاب!!
لم تُصغِ يوماً للعذول ، ولم تـفـكـر في الإيــاب!!
ناضـلـتَ حـتّـى قـد وقـعـت أسـيرَ شـذاذ ذئـاب!!
*******
فَلمن تركتَ مساجداً قد كنتَ فـيـها كـالـمـنــــار ؟!
ولمَن تركتَ جموعَ فتيانٍ ،وكنتَ الـمـسـتشـار؟!
فهنا جهادكَ ،يا بُـنَـيّ ، وأنــت حـارسٌ الـثـمـار!!
*******
وتركت ، يا إسـلامُ ،شيـخـاً ثمّ أمـّاً ، فـي حـزَنْ!!
أكذا حُرمنا من شبابك ، وهو حصن في المحَن؟!
أتمُنّ ، ربّي ، بالخلاص؟! فـأنـت أهلُ لـلـمـنـن!!
*******
أتعود ، يا إسـلامُ ، تـأسـو جرح أيـام الـفـراق؟!
أتعود ، يا إسلامُ ، تمنحنـا الرّعايـة والـعـنـاق؟!
أتعود للرّوض المشوق؟!فعرسـه يـوم الـتّـلاق!!
*******
ربّاهُ ، يا رحمانُ ، إنّا عـنـد بـابـك فـي رجـاء!!
ربّاه ، قد ضعُف القويّ ،وشأنـنـا أبـداً بـكـاء !!
ربّاه ، فارحم ضعفنا بسراح إسلام الـهـنـاء!!!