الجرعة الأخيرة..

الجرعة الأخيرة..

عبلة غسان جابر

[email protected]

جديرٌ بي الموت ليلاً صباحاً
إلى أن أعيش
أيشبه وجهي بلادا تعرّت
وطارت بعيدا
تقاسم جرحي بقايا الكلام
لتسْكن جوف الليالي وألف مساءْ
هو الوقت ليلا يعاتب حلمي
لماذا الهروب وعشقي يباع؟
لنبكي سويّاُ رغيف الأماني
هنا قد دفنّا
وقبل الأوان
فلا أنت تدري أحقّا أتينا لنخفي الرحيل وبعض البكاء
فلازال ثوبي هناك معلّق
تجفّ عليه دموع الحياة ْ
أيشتاق للحزن أن يرتديهِ
يربّي عليه دروب الشقاء
سلامٌ عليك
سلامٌ سينبت فيه المحالْ
قريبا أراك وقد لا تراني
فإنّي غريمٌ لسفْر النضال
هو الحلم منفى سأحيا عليه
إليه ألوذ
ومنه الدواء
قريبا تراني وقد لا أراك
لأنّي رحيلٌ بثوب البقاء
أعيد الحكايا إلى حضن جدّي
فمن يعرف الأمس قدر الصغار
كبرنا كبرنا على الموت حتّى ...
فلم يبق إلا نشيد الحصار
حصارٌ أمامي
حصارٌ وراء
حصارٌ يحاصر فينا الحصار
بنا حاجة الحبّ حين يغار:
لكسر الظلال وصفع النهار
بنا ألف بحرٍ
بنا ألف نار
تعجّبْ صديقي:
فإن شئت نحن ضياع الطريق
وإن شئت نحن صراخ الغريق
فمن يوقظ الموت إلاّ الحريق؟
على هامش الحزن سرنا حفاةْ
ندغدغ جرحا بنا لا يزال
نزفْنا كثيرا
وما من شفاء
فكلّ المآسي لدينا سواء
أرمدٌ أصاب الهوى أم جنون؟
فتعمى البصيرةْ
وتعمى العيون
فأين الذي كان أو لا يكون؟
تعثّرت ليلاُ ببعض الضياء
فقالوا هنا
وقالوا هناكْ
ترجّلت أسئل عنك المدى
فما الحبّ إلاّ ضياع الندى
فمن أيّ بابٍ ستأتي لنا؟
فنحن الرياح
وأنت الصدى
سأبقى أطارح فيك الغياب
فيا جرعة الموت زيدي العذاب
فصبرا بلادي
فلا ذي دمائي
ولا ذا عذابي
ولكنّنا إخوةُ في التراب....