جاء الشتاء وعُرْبنا أشلاء
جاء الشتاء وعُرْبنا أشلاء
د. شفيق ربابعة
يا رب قد قدم الشتاءْ
وسيفرح الورد البهاءْ
يا حبذا طال الهطولْ
كي ينبت العشب النماء
وسترتوي أرواحنا
والبئر والنبع الصفاء
أنظرْ تبسّمت الحياةْ
لولا حروب وانحناء
نشب اقتتال بيننا
أرواحنا ذهبت هباء
الطقس معتدل يُرى
لكنّه عزّ الضياء
الناس تحيا حيرة
ويهدُّهم موت الفجاء
لتصارعٍ وتقاتلٍ
ما عاد في الدنيا صفاء
قَََدم الشتاء وحالنا
لا تستحق سوى الرثاء
الغَرب داهمنا كما
في الشرق خصْم ذو دهاء
وتظاهروا بعداوة
ما بينهم ذاك افتراء
وتقاسموا خيراتنا
يا قوم قد عمّ البلاء
قَدم الشتاء فغسّلوا
أدرانكم بعد الرياء
القدس والاقصى الحزينْ
محتاجتان قوى افتداء
شدّوا الرحال لقدسنا
وتوحّدوا أين الإخاء
حيفا ويافا تبكيان
وبغزّةٍ نقَص الغذاء
وحصارها أدمى الفؤاد
لتآمر زاد الخواء
لكنْ ديار بطولة
وبسالة عند اللقاء
أنفاقهم فجعت يهود
بل فوجئت دول الغُثاء
ظنّوا الحروب نهاية
لحماس بعد الإعتداء
أوضاع يعْرب قد غدت
ميئوسةً وبلا رجاء
قََدم الشتاء بحرقة
والارض تطفح بالدماء
وكأنها منها ارتوت
ماعاد يلزمنا شتاء
صار الهوان طريقَنا
مثلَ القتيل فلا دواء
صنعاء باليمن السعيد
اليوم حلّ بها البلاء
فيها الضغائن والفتنْ
بدَل السعادة في شقاء
والشام تعسٌ حالها
فالشعب قد سكن العراء
سنوات قتل واقتتال
وبنا الفساد كما الوباء
بغداد تبكي للملا
عادت ليالي كربلاء
وبها صراع مؤلم
ومدمّر سبل الرخاء
ظهرت علينا داعش
لغز طفا من أين جاء
وبمصر أسوأ حالة
فيها طغاة أثرياء
دُعموا بأموالٍ رشا
والغرب يدعم في الخفاء
مُرسي يقيم بسجنه
واستأسد الهرّ المُواء
هتْك وفتْك واغتيالْ
رجعوا بمصر إلى الوراء
ليبيا تموت كما نرى
في الصبح قتل والمساء
فِتن تُغذّى بينهم
وتدخلات في الحشاء
هذا يناصر فِرقة
أو فُرقة وبذا التواء
تفتيت شمل قصدهم
فتنبهوا فالغرب داء
دول العروبة تُستباح
والشعب يُعنى بالولاء
يتحكّمون به غُزاه
والزيف يُلبس كالرداء
جاء الشتاء وما درى
فالحال حالة ازدراء
عجبا تزيد جراحنا
جُثثٌ تُحرّق كالشّواء
لكن يهود تغطرسوا
قد مات في قومي الإباء
القدس نادت عرْبَنا
يا عُرْب هل سُمع النداء؟
العرْب تغزو بعضها
وعدونا احتلّ الفضاء
قالوا الربيع بدربه
لبلادنا فله الثناء
حَصد الربيع خيارنا
وازداد في الوطن العناء
مات الطموح بذاتنا
والفقر أطبق والبغاء
والظلم صار شريعة
والفحش يسري في الدماء
زاد الربيع شقاءنا
فلتفرحوا قدم الشتاء
عالجْ إلهي ضعفنا
فانظر لنا زاد البكاء
يا رب نصر عاجل
أرفق بنا, أنت الرجاء