الهلالُ اليتيم
06آذار2010
عبد الناصر أحمد
عبد الناصر عبد المولى أحمد
عضو نادي الأدب بقصر ثقافة سوهاج - مصر
طـافَ الـهـلالُ بـأفكارٍ على خَلدي أمـدُّ كـفـىَّ حـيـرانـاً أُلـمـلمها والأمُّ فـي عـجـبٍ قـامت تُسائلنى قـالـتـ: أمـا تشتهى من بسمةٍ أبداً بُـنَـيَّ مـاذا جـرى في الكون أرَّقنا وقـاك ربـكَ مـن هـمّ ومـن وجَعٍ يـا أمُّ لا تـسـأمي منى ومن حَزَني يـا أمُّ هـذى جـراحـي كلَّما هدأت يـا أمُّ إنـك إن فـتَّـشـت عن أملٍ دمـوعُ عـيـنـي أنـاديها إذا نَفِدت وكـيـف لا يـشـتكى بالدمع مكتئبٌ أضـحـى الـعدوُّ بداري لا يُبارحها يـا أمـةً مـجدها قد ضاع من زمنٍ كـم فـارس فـيك بالأجداث مرتهنٌ يـا أيـكـة العرب كان الظلُّ يجمعنا يـا دوحـةً كان صدح الطير يطربها كـم جـنَّةٍ من جِنان العُرْب قد سُلبت كـغـادة أهـلـهـا بالباب قد جُمِعُوا تـصـايحوا في صِراعاتٍ وفى جَدلٍ إن قـيـلـ: أندلسٌ بالأمس قد فقدت وها هي القدسُ في أسماعكمْ صرخت أحـفـنـةٌ مـن يهود العجل تأسرُني عاثوا بمسرى الهدى والصمتُ أسعدهم والـيـومُ حـفـرٌ وهدمٌ تحت ساحتهِ نـاديـتُ أشـجارَ زيتونٍ وقد حرقتْ قـد قـدّمـوا منك غصناً بالسلام لمن ردّوا الـسـلام بـسـيفٍ لا غمادَ لهُ أمّـا الـعـراق فـقـد دُكَّـت مآذنهُ قـصـر الـكنوز وقد فُضَّت خزائنهُ فُـراتُـه بـمـذاقِ الـدمّ مـمـتزجٌ نـخـلُ العراق على الأمجاد منتحبٌ مـا بـيـن مـؤتـمـرٍ يتلوهُ مؤتمرٌ لـلـغـرب فينا سباقاتٌ وقد رُصِدتْ والـقـومُ قـادتـنـا في سكرةٍ غفلوا مـن لـي بمُنخاس عيرٍ كي أُحرَّكهم يـا غُـبـن مـن قد سعى للذُّلِ يتبعهُ فـيـا حـمـاةً لأرضٍ لا حـماةَ لها ويـا مـلـوكاً رمى زيلُ الزمان بهم غـزلان رفـقٍ إذا أعـداءنـا نبحوا ويا دُمىً في عروش الزيف قد نُصبتْ فـتـخـلـعوا جُبةً بالزور قد نُسجت كـم من عروش بكفّ الحقّ قد نُسفتْ أمـا قـنـعـتـم بـإثـراء, بمنهبةٍ ألا أخــذتـم لـنـا رأيـاً نـؤيـدهُ فـالـهـمُّ أغـرقـنـا والذلُّ أحرقنا فـمـا أفـقـنـا من التمزيق في بلدٍ فـيـا هـلالاً يـسوقُ الفكر منتزعاً ويـا هـلالاً أهـاج الـجُرح من أملٍ ويـا يـتـيـمـاً على أجفانهِ رقدت يُـتِّـمـتَ من أُمَّةٍ في الذُّل قد دفنتْ فـاذهـب ودعـني بهذا الليل ملتحفاً | ألـقـتْ فـؤادي إلـى دوّامـة النكدِ عـنـى فـتـنداحُ في عقلي بلا عددِ عـن عـبـرةٍ عبرت في خدِّ مرتعدِ يُـرديـك هذا الأسى والحزن يا ولدى هـل ذاك من (عَملٍ) أم ذاكَ من حسدِ وقـاك حـقـداً تـلظَّى في فؤادِ رَدىِ فـفـي الـفـؤاد سيوفٌ ذِبحها جَلَدي فتَّتْ جيوشُ الأسى واليأسُ في عَضُدي فـي الـقـلب أو فرحٍ يا أمُّ لن تَجديِ هـيـا ابـعثي مهجتي مدَّاً على المددِ وفـى الـجـوانـح بركانٌ من الوَقَدِ وصـاحـبُ الـدار كالمنفىِّ في البلدِ وعـزُُّهَـا المُرتجى قد راح , لم يَعُدِ كـأنـهُ مـا اغـتـدى يوماً بمنجردِ بـالـعز والمجد كم عشنا على الرغدِ والـيـوم مـاذا جرى للصادح الغردِ كـغـادةٍ حـسـنـها يزهو من الغيدِ والـذئـب يـلهو بلحم صِيْنَ من أمَدِ فَـفُـرِقـوا _ يـا لـجمعٍ غير مُنعقدِ كـم فـيـك أندلسٌ.. ياهولَ مُفتَقَدي!! يـا من لباكٍ بأرضي.. من لمضطهدِ؟ وتـصـمـتـون لـهـا يا أمةَ العددِ فـأحـرقـوه..ُ فـيا حُزني ويا كمدى يـا كـم ينادى" وما في الحي من أحدِ" نـاديـتُـهـا ونـزيفُ القلب في مَددِ أرواحـهـم مُـلـئَتْ بالحقد والحسدِ إلا صـدوراً لأطـفـالٍ بـلا سـندِ هـذى القصورُ ركامٌ..صار في الهَدَدِ فـي بـهـوهِ يـلعبُ الأوغادُ بالرصدِ كــأنـهُ أبـداً مـا ذاق مـن بَـردِ يـطـأطـأ الـرأس في ذُلٍّ وفى أودِ يـضـيـعُ حـقُ لـنـا يا قومُ للأبدِ فـيـها العطايا لمن يرضى من العُمدِ واثَّـاقـلـوا فـي هوان القيد والوتدِ فـعـيـرُ أرضى على ثقلٍ من الرغدِ قـد جـرّهُ عَـلَـجٌ والحبلُ من مَسَدِ أضـحـت مـشـاعـاً لهجّام ومُرتَفِدِِ كـمـا رمـت مـنكمُ الأشداقُ بالزبد أمّـا عـلـيـنا فقل يا غضبةَ الأسدِ مـا آن أن تـسـمـعوا رأياً لمُجتهدِ بـخـيـوط خَزّ وتَذهِيبٍ على الزَرَدِ (أخـنـى عليها الّذي أخنى على لُبد) يـضـيـعُ شـعـبٌ بأحكامٍ بلا رشدِ فـسُـدَّةُ الـمُـلـك لا تـبقى لمنفردِ نـمـتـم وقمنا على شوكٍ من السَهَدِ حـتـى ضُـربـنا بسَهم الذلِّ في بلدِ مـنّـى الـمنام, يدسُ البوم في خَلَدِي كـأنـهُ الـسيفُ في قلبي وفى كَبِدي كـلُّ الـقروح وغامَ الطرفُ من رمَدِ ولا رثـاءَ لـهـا- مـن مات لم يَعُدِ دعـنـى أبوحُ بما في القلب من كَمَدِ |