الراحل مصليّاً
27شباط2010
د. باسل الرفاعي
رثاء عبد الكريم الهيتي
د. باسل نور الدين الرفاعي
كان المغفور له الأستاذ الدكتور عبد الكريم الهيتي ، أستاذ الأدب العربي بجامعة البحرين ، مناط آمال محبيه وعارفي فضله، وكان معينا للعمل الصالح يجري ماؤه الصافي العذب في السرّ والعلانية ، وكان وطنه ، العراق ، يرتقب الخير الكثير على يديه.
توفي إذْ دخل في صلاة السحر من ليلة الأربعاء 16 ذو القعدة 1430هـ (4 نوفمبر 2009م).
توفي في المحراب وهو يُكبّرُ فطوبى له دارٌ هناك مُنّورُ
وبوفاته فجع الجميع ؛ خسر الوطن وخسر محبوه وعارفو فضله وخسر طلابه إنساناً كريماً عالماً أريحياً قريب الخير إلى الجميع.
عـبـدَ الـكـريم رحيلُـكمْ آذاني اللهُ قـاهـرُ خَـلْـقِـهِ بـقضائهِ أأقـول : قـد أصـبحتَ عنا نائياً لـولا الـيـقـينُ لَلُمْتُ كلَّ مَنِيَّةٍ رأتِ المعادنَ وهي شتّى في الورى جـاءت عـلى قَدَرِ الحكيم وأَمْرِهِ فـي وقـتِـهـا لا قَـبْلَهُ أو بَعْدَهُ بـلـغَ امـتـحانُ العبدِ غايتَه إذا لم يَبْقَ ما يُعطي وإنْ قال الورى : ظَـنٌّ يُـعـزِّزُه الـتَشَبُّثُ بالذي لـكـنْ قـضـاءُ اللهِ فوق ظنوننا عـبـدَ الكريم رحلتَ غيرَ مفارقٍ خـالطْتَ أرواحَ الصِّحابِ بسيرةٍ لا يَـعْـتَـري تـذكارَها وخيالَها وذهبتَ من روض المروءة والندى فـاهـنـأْ بـنومٍ في سرير سعادةٍ مـن كـان فـي الدنيا رفيعاً شأنُهُ وإذا دَنَـتْ لـلـناسِ منك كرامةٌ إنـي فـقـدتُـكَ يومَ كنتُ مؤمِّلاً ونَـضُـمَّ أيْـدِيَنا إلى أيدي الأُلى ويـُجَـدِّدون أخـوَّةً صَـنَعتْ لنا ويـمـهِّـدون لِـبَـيْـعَةٍ ميثاقُها فـتـكـونَ بـغـدادٌ ليثربَ بنتَها ويـعـودَ هـارونُ الرشيدُ وعَهْدُهُ ويـعـودَ مـعـتصمٌ يفكُّ أسيرةً تـدعـو ولا مِـنْ مُنْقِذٍ منْ قومِها أَمَّـلْـتُ والآمالُ بي من حبّيَ الـ فـإذا فَـقَدْتُ أخاً بكتْ عينُ المنى كُـتِـبَ الـقـضاءُ بغير ما أمّلْتُهُ عـبـدَ الـكـريم بقيتَ حياً بيننا يـكـفـيكَ أنك قد رحلت مصلِّياً | مـا لـي بـابـقاء الصحاب يدانِ أبـداً وتـحـت قـضائه الثَّقَلانِ أم أنـت مـنـا رغـم بُعْدِكَ دانِ مـطـلـوبُـها هو خِيرَةُ الإخوانِ فـاسـتـأثـرتْ بنفائسِ العِقْيانِ مـكـتـوبـةً بـالحق والميزان وكـذا قـضـاءُ اللهِ فـي الإنسانِ نـزلـتْ فـلـم يُظْلَمْ ولو لِثَوانِ لـو أمـهـلـتْه لزاد في الإحسانِ نـهـوى الـبـقاءَ له من الخِلاّنِ وشـكـوكـنـا ونوازع الوجدانِ إلاّ فـراقَ الـهـيـكلِ الجثماني تـبـقـى على الأيام كالرَّيْـحانِ مـرُّ الـزمـانِ وغـائلُ الحَدَثانِ فـدخـلـتَ في روضٍ جَناهُ دانِ مـهّـدتَـهُ بـعـزيـمـة الفتيانِ يـزداد فـي أخـراه رفـعةَ شانِ تـدنـو إلـيـك كرامةُ الرحمانِ أن نـلـتـقي في هيتَ أو بُغْدانِ يُـعْـلُـونَ مـنـهدِماً من البنيانِ مـجـداً بـه تِـهْنا على الأقران بـالأمـسِ أَسَّـسَ دولـةَ القرآنِ تـمضي على سُنَنِ الرسولِ الباني عـهـدُ الـتـقى والعلمِ والسُّلطانِ فـي الـقدس بين سلاسلِ السَّجّان إلاّ سـلـيـلَ الـمـنقذِ العَدْناني ــإِسْـلامَ ثـم مـحبةِ الأوطان بـشـجا الفراقِ ولَوعةِ الخسران فـي حـكـمةٍ جَلَّتْ عن الحُسْبان فـالـذكـر يـغـلب ميتة الأبدانِ فـرحـلْـتَ بين ملائك الرحمانِ |