ما كان من أحد
ما كان من أحد
طالب هماش
لم يكنْ في ظلامِ العشيّةِ من صاحب ٍ
ليخفّفَ من وطأةِ الليلِ يا صاحبي
أو حبيبٍ يردُّ عن الروح ِغائلةَ
الحزنِ عند الوداعِ
ولا راهبٍ في المساءِ رثاني !
* * *
لم يكن غير رجع غناء بعيد
يمزّقُ في النفسِ حزنَ الأغاني
* * *
فذبحتُ فؤادي على حجرٍ موحشٍ كاليتيم ِ
وقلتُ انتظرني يا ليلُ
حتى أشدَّ جراحي
وأشعلَ من حطبِ الصدرِ ناراً
لعلَّ أنيساً يراني
* * *
وصرختُ على ظاهرِ الليلِ
هل في الدجى( أحدٌ ) لأناجيه
مستفردٌ ،
أو غريبٌ عن الأهلٍِ
أو أصدقاءٌ قدامى
فما ردَّ غير الصدى
ضائعِ الصوتِ فاني
* * *
فصرختُ على شبحي في الظلامِ البعيد
أيا نازلاً هذه الأرض
كيفَ انفرادكَ في حفرةِ الموتِ
ها أظلم العمرُ
واستغرقَ الثكلُ في النفسِ
وارتدَّ حزن ُالمغيب ْ
* * *
قالَ :أنصتْ إلى الريحِ
حاديةًَ في الحواكيرِ
أنصتُّ حتى بكيتُ وحتى انهزمتُ
وشاعَ دمي في الهزيمِ
وخِلتُ العشيّاتِ مخلوقةٍ
لبكاء ِالغريبْ !
* * *
قالَ : غنِّ ليتسعَ الليلُ
غنّيتُ حتى اعتللتُ وحتى تعبتُ
وحتى تصدّعَ صوتيَ من شدّة اليأسِ
و اشتعلَ الحزنُ في شهقاتِ النحيب ْ .
* * *
وتلفّتُ حولي فما كانَ من ( أحدٍ ) أرتجيهِ
وجالتْ مع الريحِ أرواحُ من سكروا
واختفوا في غموضِ القناني .
* * *
كانَ قلبي الضعيف
يضمُّ على وحدتي جانحيهِ
وحُزْنّايَ في وحشتي ذاهبانِ !