ما كان من أحد

ما كان من أحد

طالب هماش

[email protected]

لم يكنْ في ظلامِ العشيّةِ من صاحب ٍ

ليخفّفَ من وطأةِ  الليلِ يا صاحبي

أو حبيبٍ يردُّ عن الروح ِغائلةَ

الحزنِ عند الوداعِ

ولا راهبٍ في المساءِ  رثاني !

*       *       *

لم يكن غير رجع غناء بعيد

يمزّقُ في النفسِ حزنَ الأغاني

*       *       *

فذبحتُ فؤادي على حجرٍ  موحشٍ كاليتيم ِ

وقلتُ انتظرني يا ليلُ

حتى أشدَّ جراحي

وأشعلَ من حطبِ الصدرِ ناراً

لعلَّ أنيساً يراني

*       *       *

وصرختُ على ظاهرِ الليلِ

هل في الدجى( أحدٌ ) لأناجيه

مستفردٌ  ،

 أو غريبٌ عن الأهلٍِ

أو أصدقاءٌ  قدامى

فما ردَّ غير الصدى

ضائعِ الصوتِ فاني

*       *       *

فصرختُ على شبحي في الظلامِ البعيد

أيا نازلاً هذه الأرض

كيفَ انفرادكَ في حفرةِ الموتِ

ها أظلم العمرُ

واستغرقَ الثكلُ في النفسِ

وارتدَّ حزن ُالمغيب ْ

*       *       *

قالَ  :أنصتْ إلى الريحِ

حاديةًَ في الحواكيرِ

أنصتُّ حتى بكيتُ وحتى انهزمتُ

وشاعَ  دمي في  الهزيمِ

وخِلتُ العشيّاتِ مخلوقةٍ

لبكاء ِالغريبْ  !

*       *       *

قالَ  : غنِّ ليتسعَ الليلُ

غنّيتُ حتى اعتللتُ وحتى تعبتُ

وحتى تصدّعَ صوتيَ من شدّة اليأسِ

و اشتعلَ الحزنُ في شهقاتِ النحيب ْ   .

*       *       *

وتلفّتُ حولي فما كانَ من ( أحدٍ ) أرتجيهِ

وجالتْ مع الريحِ أرواحُ من سكروا

واختفوا في غموضِ القناني .

*       *       *

كانَ قلبي الضعيف

يضمُّ على وحدتي جانحيهِ

وحُزْنّايَ في وحشتي ذاهبانِ  !